في تطور خطير ينذر بتوسّع رقعة العنف في أزواد، نفّذ مقاتلو تنظيم داعش في الساعات الأولى من يوم الأحد 26 أكتوبر هجومًا مباغتًا استهدف مراعي الأهالي جنوب منطقة إنتبظاظ، في ولاية كيدال، وذلك بعد وصولهم بعدد كبير من الدراجات النارية وأربع سيارات دفع رباعي.
وبحسب مصادر محلية من أفرورتان وإنقار والمناطق المجاورة، أسفر الهجوم عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخر بجروح، فيما قام المهاجمون باختطاف ثمانية مدنيين، أربعة منهم من إنقار وأربعة آخرين من مناطق قريبة. كما نهب المسلحون ممتلكات السكان من مؤن وأموال وحاجيات منزلية قبل أن ينسحبوا ليلًا باتجاه الجنوب وصولًا إلى منطقة تلاتايت. وما تزال الحصيلة النهائية للخسائر غير معروفة حتى الآن.
ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه لتنظيم داعش داخل حدود ولاية كيدال، بعد أن كانت عملياته تتركز في ولايتي غاو ومينكا خلال السنوات الماضية، حيث نفّذ هناك بين مارس 2022 ويوليو 2023 سلسلة من الهجمات الدامية التي أسفرت عن مقتل نحو ألفي مدني، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وتهجير عشرات الآلاف نحو الجزائر والنيجر و المدن الكبرى مثل مينكا و كيدال و غاو ، وقد فشلت آنذاك قوات الدفاع الذاتي المحلية في صد تلك الهجمات، وخسرت أغلب مقاتليها في مواجهات عنيفة.
الهجمات السابقة للتنظيم تسببت في إحراق قرى ومدن بأكملها مينكا و غاو، وتركت جروحًا عميقة في النسيج الاجتماعي لسكان تلك المناطق الذين ما زالوا يعانون من آثارها حتى اليوم. ويرى مراقبون أن انتقال داعش إلى كيدال يمثّل نقطة تحول خطيرة في استراتيجيته العسكرية، إذ يفتح جبهة جديدة في منطقة كانت حتى الآونة الأخيرة بعيدة نسبيًا عن نشاطه.
اللافت أن هذا الهجوم جاء بعد يوم واحد على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الجنرال الهجي، حاكم كيدال الموالي لباماكو، أثناء زيارته في 25 أكتوبر إلى تاكلوت، حيث ذكر حينها اسم إنتبظاظ محذرًا من كونها “غير آمنة” رغم أنه لم تُسجّل فيها أي اعتداءات سابقة سوى من الجيش المالي والمرتزقة الروس الذين يعملون بتوجيهاته. وقد أثارت هذه التصريحات شكوكًا بين الأهالي حول احتمال تورّط جهات داخل الجيش المالي في تسهيل أو التمهيد للهجوم الأخير، بغية بثّ الرعب في صفوف السكان المحليين ودفعهم للتخلي عن مناطقهم.
الهجوم على إنتبظاظ يمثل بداية مرحلة حساسة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في أزواد، في ظل استمرار حالة استهداف السكان المحليين بواسطة القوات المالية وحلفائها، وأصبح الشعب بين مطرقة داعش وسندان المرتزقة الروس والماليين.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين انا فهد بن ضورا الطوايق من قبيلة كل تمركيست