إثر تصاعد الأزمة الأمنية في مالي وخطورة تطويق الجماعات المسلحة للعاصمة باماكو، أصدرت عدة دول تحذيرات صارمة لمواطنيها تتنوع بين الدعوة إلى تجنب السفر نهائيًا إلى البلاد أو دعوة المتواجدين فيها بالفعل إلى المغادرة الفورية. تتصدر تركيا هذا التحذير الإقليمي والدولي، في ظل ظروف بالغة الخطورة تُهدد حياة المدنيين والأجانب على حد سواء.
تركيا : تحذير صارم ومتابعة حثيثة
في مشهد متسارع يتصاعد فيه منسوب العنف في مالي، سارعت وزارة الخارجية التركية إلى دعوة مواطنيها لتجنب السفر إلى مالي تمامًا إلا في حالات الضرورة القصوى، وأوصت من يقيمون هناك بالتزام أقصى درجات الحذر ومتابعة التعليمات الرسمية والبقاء على اتصال مستمر مع السفارة التركية. يأتي ذلك في ضوء المعلومات المتواترة عن تمدد الجماعات المسلحة واقترابها من العاصمة، ما يجعل الوضع غير قابل للتنبؤ ومفتوحًا على كافة السيناريوهات.
الولايات المتحدة: مغادرة فورية وإغلاق الخدمات
رفعت الخارجية الأمريكية درجة التحذير إلى أقصاها، فدعت جميع موظفيها غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم إلى مغادرة مالي فورًا، مشيرة إلى أنها لم تعد قادرة على تقديم خدمات قنصلية إلا ضمن العاصمة باماكو. أوصت الرعايا الأمريكيين بعدم السفر مطلقًا إلى مالي نظرًا لانهيار الحالة الأمنية ومخاطر الإرهاب والخطف على نطاق واسع. وأكدت في بيانها أن هناك خطر وقوع أعمال عنف خطيرة، بما في ذلك هجمات إرهابية تستهدف المدنيين والأجانب وحواجز طرق كثيفة من الجماعات المسلحة في المدن والطرق الرئيسية.
بريطانيا: استثناء ضيق وإجراءات غير مسبوقة
وزارة الخارجية البريطانية شددت على عدم السفر إلى مالي بالكامل، مع استثناء محدود لمنطقة لا تتجاوز 15 كلم حول “برج إفريقيا” في باماكو، معتبرة أن التهديدات الإرهابية والخطف تتزايد بوتيرة غير مسبوقة حتى في العاصمة والمناطق الجنوبية والغربية التي كانت نسبياً أكثر استقرارًا.
كندا: تحذير شامل وتقييد للخدمات
كندا حدّثت تحذيرها، ناصحة مواطنيها بتجنب السفر إلى جميع أنحاء مالي، بما في ذلك العاصمة، محذرةً من محدودية الخدمات القنصلية وصعوبة تقديم أي مساعدة في ظل احتمال تدهور الأوضاع بسرعة كبيرة.
أستراليا: الخطر قائم في كل زاوية
خدمة Smartraveller الأسترالية أعادت التأكيد على نصيحتها السابقة بعدم السفر إلى مالي نهائياً بسبب التهديد الإرهابي والاختطاف، وأشارت كذلك إلى أزمات تكميلية تزيد الطين بلة مثل نقص الوقود وصعوبة الحصول على الاحتياجات الأساسية.
غانا: خطر شمال مالي وتحذير منذ أشهر
وزارة الخارجية الغانية كانت قد حذرت رعاياها منذ أبريل من مغبة التوجه لمناطق شمال مالي ولا سيما غاو وأنسونغو بسبب تمدد الجماعات الإرهابية والنزاعات المتكررة في النصف الشمالي من البلاد.
فرنسا: تعليق التعاون ودعوة صريحة لمغادرة مالي
في تطور لافت، قررت فرنسا تعليق تعاونها الأمني مع السلطات المالية وطرد عدد من الدبلوماسيين، وأوصت مواطنيها بشكل قوي بمغادرة مالي وعدم العودة، خصوصًا في ظل تصاعد الهجمات وتعرض مصالحها ومواطنيها لاستهداف متزايد من قبل الجماعات المسلحة.
هولندا: دعوة مباشرة للمغادرة وعدم العودة
هولندا حذرت مواطنيها المقيمين أو العاملين في مالي ودعتهم بشكل مباشر إلى مغادرة البلاد فوراً، معتبرة أن الوضع في باماكو لم يعد يوفر الحد الأدنى من الأمان لأي أجنبي أو دبلوماسي، وأكدت أن السفارة على استعداد لتقديم النصح وترتيبات الإجلاء عند الضرورة القصوى.
المشهد الأمني: تطويق وخطر متصاعد
يعيش سكان مالي وزوارها حالة ترقب ورعب مع تضييق الخناق حول العاصمة من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتزداد المخاوف مع ازدياد وتيرة الحوادث الأمنية وفقدان الدولة القدرة الفعلية على السيطرة أو تقديم الحماية حتى في المناطق الحضرية الرئيسة. أما المسافرون والبعثات الدبلوماسية فيواصلون مراجعة مستمرة للمستجدات الأمنية من أجل اتخاذ قرارات سريعة بشأن البقاء أو المغادرة.
توصية تحريرية
ومع تفاقم هشاشة الوضع الأمني ، تبقى نصيحة الدول موحدة: لا للسفر إلى مالي تحت أي ظرف، والمقيمون هناك مطالبون بالمغادرة إذا أمكن وبالاستعداد لأي سيناريو عاجل. فالوضع في العاصمة باماكو بات خطيرًا، والأزمة تشهد تصعيدًا غير مسبوق.
يتعين على المواطنين في مالي من جميع الجنسيات متابعة نشرات التحذير الرسمية، وضمان تأمين بديل للإجلاء الطبي والطوارئ، والبقاء على تواصل دائم مع سفاراتهم، مع الإدراك أن التطورات الميدانية قد تستدعي قرارات عاجلة في أي لحظة.
