
كيدال – 24 يوليو 2025
أصدرت جبهة تحرير أزواد بياناً شديد اللهجة، تعقيباً على التصريحات الأخيرة لزعيم الطغمة العسكرية الحاكمة في باماكو، بمناسبة ما سُمّي بـ«ميثاق المصالحة الوطنية» الذي جرى تقديمه بتاريخ 22 يوليو 2025. البيان، الذي وُجه إلى الرأي العام الوطني والدولي، يعكس بوضوح رفض الجبهة لهذا المسار، ويفتح الباب واسعاً أمام مزيد من التصعيد في ملف الأزمة الأزوادية.
«وثيقة فارغة» ومسرحية سياسية
في مستهل بيانها، وصفت الجبهة «ميثاق المصالحة الوطنية» بأنه لا يمتّ بصلة لمسار سلام حقيقي، واعتبرته مجرّد «مسرحية سياسية مكشوفة» تهدف ـ بحسب تعبير البيان ـ إلى تلميع صورة نظام عسكري «فاقد للشرعية». وجاءت هذه اللهجة الحادة لتؤكد قناعة الجبهة بأن جوهر الأزمة في مالي لا يمكن حله بإعلانات شكلية أو مبادرات أحادية الجانب تتجاهل جذور النزاع التاريخي والحقوق المشروعة لشعب أزواد.
التزام ثابت بخيار الحرية والسيادة
رغم حدة الانتقادات، حرصت جبهة تحرير أزواد في بيانها على تجديد التزامها الراسخ بـ«استرجاع كامل أراضي أزواد، وتمكين شعبه من نيل حريته وكرامته»، مؤكدة أن الوسائل لتحقيق ذلك «يقررها شعب أزواد نفسه» باعتبارها مشروعة وسيادية. هذه الصياغة جاءت لتعزز موقف الجبهة الداعي للتحرير الكامل لأزواد عن الدولة المالية، بعيداً عن أي حلول وسط لا تلبي تطلعات سكان الإقليم.
رفض الوساطات والتفاوض مع «نظام غير شرعي»
البيان ذهب أبعد من مجرد انتقاد الميثاق، إذ أعلن بوضوح أن الجبهة «لا تطلب أي وساطة» ولا ترى «أي مجال للتفاوض» مع نظام عسكري «أثبتت ممارساته الهمجية واللا إنسانية ضد شعب أزواد.
مؤكدة أنه غير مؤهل أخلاقياً ولا سياسياً». هذا الموقف يعكس قطيعة شبه كاملة مع باماكو، ويرجّح انسداد أفق العودة إلى طاولة الحوار في المدى القريب.
أزمة متفاقمة تهدد الاستقرار الإقليمي
كما حمل البيان اتهاماً مباشراً للسلطة العسكرية في مالي بالتسبب في تفاقم الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وتهديد استقرار المنطقة ككل. ويأتي ذلك في سياق تصاعد حدة التوترات في منطقة الساحل، حيث تتزايد الهجمات المسلحة والتحركات العسكرية وسط حالة من الانسداد السياسي.
رسالة للداخل والخارج
ختمت الجبهة بيانها بالتأكيد على «وفائها لمهمتها النبيلة» في الدفاع عن حقوق شعب أزواد وصون كرامته، في رسالة واضحة للرأي العام المحلي وللمجتمع الدولي، بأنها لن تتراجع عن مشروعها بالدفاع عن الشعب الأزوادي وتحرير أراضي أزواد بكل استقلالية مهما كانت الضغوط.
خلاصة
يؤشر بيان جبهة تحرير أزواد إلى مرحلة جديدة من الصدام المفتوح مع السلطة الحاكمة في باماكو، ويؤكد أن الهوة بين الطرفين لا تزال سحيقة. ومع تمسك كل طرف بمواقفه ، يبدو أن مسار التسوية السلمية سيظل بعيد المنال، في ظل غياب إرادة سياسية شاملة من الحكومات المتعاقبة في مالي لمعالجة جذور الأزمة الأزواديّة المزمنة.