
بقلم: (داود اغ بادي )
في صحراء أزواد الشاهدة على المجد والدم، وداخل سهول أشبرش القريبة من تنزواتين، دوّى صدى واحدة من أعظم معارك العصر الحديث… ثلاثة أيام من النار والكرامة، من 25 إلى 27 يوليو 2024، حيث واجه أبطال أزواد غزواً روسيًا-مالياً مشتركًا، مدججًا بأحدث الأسلحة وأعتى المرتزقة… فانقلب الطوفان إلى هزيمة نكراء!
ملحمة الدفاع عن الكرامة
دخل الغزاة بثقة العاجز الذي لا يعرف جغرافيا القلوب الحرة… رتل عسكري مشترك من مرتزقة فاغنر الروسية، مدعومًا بوحدات من جيش مالي، تقدم بثقل حديده وعجرفته نحو تنزواتين، آخر معاقل الأمل، آخر صدى للحرية في الأرض الطاهرة.
اعتقدوا أن الدخول سيكون نزهة، فدفعوا بالمسيرات، والمدافع، والمروحيات، والقناصة، والذخائر الذكية… لكنهم غفلوا عن السلاح الأقوى: قدرة الله ثم رجال أزواد!
صمود لا يُكسر
ثلاثة أيامٍ من الحصار والتقدم والكرّ والفرّ، سطر خلالها أبطال المقاومة الأزوادية ملاحم لا تُنسى. سقطت طائراتهم، احترقت دباباتهم، وانكسر صفهم! وفي النهاية… أبيد الرتل عن بكرة أبيه، وارتفعت راية أزواد خفاقة فوق الرمال الناطقة بالنصر.
سقوط الأسطورة
لم تكن الهزيمة مجرد خسارة تكتيكية… بل سقوط لأسطورة فاغنر، تلك التي زرعتها روسيا في القارات كأداة للدمار والنهب، فسقطت في أشبرش، وانتهت سمعتها إلى الأبد. بل إن روسيا، من شدة الصدمة، تخلّت عن الاسم نفسه، واستبدلته بـ”الفيلق الإفريقي”، في محاولة بائسة لغسل دماء الهزيمة!
أنظار العالم إلى أزواد
لم تكن معركة عادية، بل محطة فاصلة في التاريخ الحديث للمقاومة. سلطت الضوء على أزواد وأبنائه الأحرار، وجعلت القاصي والداني يتساءل: من هؤلاء؟ ما هذا الثبات؟ ما هذه الأرض التي لا تقهر؟
المعركة لم تنتهِ…
نُذَكِّر أبطال أزواد أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن ما بعد أشبرش أصعب، فعدو اليوم يتلون ويتخفى، لكنه لا ينسى الهزيمة. ولذا، وجب على كل حرّ في أزواد أن يكون على يقظة دائمة، وأن يُكمل درب الشهداء والصامدين، حتى النصر الكامل، وحتى تستعيد الأرض هويتها، ويكتب التاريخ من جديد بقلم أزواد الحر.
أشبرش ليست مجرد معركة… إنها شهادة ميلاد جديدة لأمة لا تموت!