
نشرت القوات المسلحة الأزوادية، اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 ، مقطع فيديو جديد يوثّق ظهور مجموعة من الجنود الماليين الأسرى لديها، والذين تم احتجازهم خلال معارك شهدتها مناطق بوريم، توسا، ليرى، جورا، وتينزواتين بين عامي 2023 و2024. ووفقًا للمصادر، يبلغ عدد الأسرى قرابة الثلاثين جنديًا من مختلف الرتب العسكرية في الجزائر الجيش المالي .
الجنود، الذين بدوا في حالة صحية مستقرة، قدّموا أنفسهم أمام الكاميرا، وتؤكد حالتهم النفسية والصحية أنهم يتلقون معاملة إنسانية تحترم كرامتهم وحقوقهم.
من أبرز الأسرى الذين ظهروا في التسجيل:
إبراهيم سيدبي، المعروف باسم إبراهيم توري، ضابط صف في الجيش المالي، أُسر في تينزواتين بتاريخ 27 يوليو 2024 على يد قوات CSP-DPA، وهو لا يزال محتجزًا إلى جانب رفاقه،
الرقيب أول ساليف دومبيا من الكتيبة 512 في تمبكتو، أُسر في ليرى بتاريخ 17 سبتمبر 2023.
الجندي حمادي ديالو من وحدة المهاريين، أُسر مع خمسة جنود آخرين خلال هجوم على ليرى.
الجندي موسى تراوري، أحد خمسة جنود أُسروا في معركة بوريم.
النقيب بوبكر سيسي أُسر خلال الهجوم على بوريم بغاو في 12 سبتمبر 2023، والذي خلّف 97 قتيلًا من الجيش المالي، وأسر خمسة جنود.
ويعتبر هذا الفيديو رسالة ضمنية من جبهة تحرير أزواد مفادها أنها تلتزم بـمعاملة إنسانية للأسرى، وفقًا لما تنص عليه اتفاقيات جنيف، و انها توفر الحماية والرعاية لهم في ظل ظروف النزاع.
في المقابل، تسود حالة من الصمت الكامل لدى السلطات العسكرية في باماكو، التي لم تصدر حتى الآن أي تصريح رسمي أو خطوات ملموسة بشأن مصير جنودها، ما أثار موجة من الاستياء الشعبي والانتقادات الواسعة.
وقد عبّر عدد من أقارب الأسرى، في تسجيلات صوتية متداولة عبر الإنترنت بعد الفيديو الذي نشر اليوم، عن شكرهم لجبهة تحرير أزواد لحسن معاملتها لأبنائهم، معتبرين أن هذه المعاملة “أكثر إنسانية وإنصافًا” مقارنة بما يشهده السجناء في قبضة السلطة العسكرية الحاكمة في مالي.
يسلط هذا التطور الضوء على الفجوة المتزايدة بين الجنود الماليين في الميدان والسلطة المركزية في باماكو، ويثير تساؤلات جدّية حول أولويات القيادة العسكرية إزاء أرواح ومصير جنودها. وفي ظل هذا الصمت الرسمي.