
، لا تزال على قيد الحياة. وقد وصلنا هذا الدليل، الذي يتمثل بصورة حديثة لها، في يوم عيد ميلادها الرابع والسبعين، بتاريخ 29 أبريل 2025.
وأكدت مصادر آير إنفو أن إيفا في حالة صحية جيدة، وتقبع حاليًا في قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS) على الأراضي المالية.
ووفقًا للمعلومات التي جمعتها آير إنفو، فقد التحقت بإيفا غريتسماخر مواطنة سويسرية أخرى تُدعى كلاوديا أبِت، تبلغ من العمر 67 عامًا، والتي اختُطفت هي الأخرى في أغاديز يوم 13 أبريل 2025. وتشير التحقيقات إلى أن كلتا المرأتين تعرضتا للاختطاف بنفس الطريقة؛ حيث تم اختطافهما ليلًا من منزليهما، وهما الآن في قبضة الجماعة الإرهابية نفسها.
وتفيد المصادر أن إيفا غريتسماخر نُقلت عبر متعاونين محليين يعملون لصالح الجماعة، بهدف التمويه وإخفاء مسارها، قبل أن تُسلَّم إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وقد تم نقلها بين منطقتي أنسونغو وميناكا، ثم إلى آدرمبوكان، وهي منطقة صحراوية حدودية بين مالي والنيجر.
صمت السلطات
رغم توفر معلومات عن مكان وجود الرهينتين، تواصل سلطات نيامي وفيينا وبرن التزام الصمت. لم تصدر أي تصريحات رسمية من أي من هذه الدول. وبعد اجتماعات أمنية استثنائية عقدت في أغاديز على خلفية عمليتي الاختطاف، لم يُدلَ بأي تصريح آخر. واكتفت مصادر أمنية نيجيرية بالقول: “التحقيقات لا تزال جارية”.
وعقب اختطاف كلاوديا، سارعت سويسرا عبر قنصليتها بالنيجر إلى التأكيد أنها “على تواصل مع السلطات المحلية وتعمل على توضيح الأمور”.
وفي حديث لـ آير إنفو بتاريخ 22 أبريل، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، كليمينس مانتل، قائلاً: “فريق الأزمات لدينا يتابع الموضوع عن كثب”.
وفي ظل هذا الصمت، تتزايد مشاعر القلق بين عائلات المختطفتين في النيجر والنمسا وسويسرا. وقال كريستوف غريتسماخر، ابن إيفا: “لقد مرت 108 يوم على اختفاء والدتي، أين وصلت التحقيقات؟”، فيما عبّر يونس، ابن كلاوديا أبِت، عن يأسه قائلاً: “لا نعرف أي شيء. ندعو الله أن تكون والدتي لا تزال على قيد الحياة”.
ويطرح الصمت الرسمي أسئلة أكثر مما يقدم أجوبة. هل تجري مفاوضات سرية؟ وهل مصير الرهينتين سيكون مثل مصير رهائن سابقين أمضوا سنوات في الأسر؟ الكثير من الغموض لا يزال يكتنف القضية، والوقت ينفد أمام إيفا وكلاوديا، بينما يغذي الصمت أسوأ المخاوف.
تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى: تهديد لا يزال قائماً
التنظيم الذي يحتجز إيفا وكلاوديا ليس جديدًا على مثل هذه العمليات. ففي عام 2018، اختطف هذا التنظيم العامل الإنساني الألماني يورغ لانغه واحتجزه لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر. ورغم مقتل زعيمه عدنان أبو وليد الصحراوي في سبتمبر 2021، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (فرع داعش في الساحل) لا يزال نشطًا، ويواصل عملياته بنفس الأساليب: اختطاف مستهدف، تنقلات دائمة، وابتزاز للأهالي والحكومات.
وباتت أسماء مثل “أبو البراء الصحراوي”، وهو مقاتل بارز بالتنظيم، مرتبطة بسلسلة الهجمات الدامية التي تشهدها مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
ورغم فقدانه أجزاء كبيرة من نفوذه لصالح جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (GSIM)، لا يزال التنظيم، المعروف الآن باسم “ولاية الدولة الإسلامية في الساحل” (ISSP)، مستغلًا للفراغات الأمنية، خاصة في منطقة “الحدود الثلاثية” (مالي – النيجر – بوركينا فاسو)، حيث يستمر في استهداف العسكريين والمدنيين على حد سواء. وبرغم الحملات العسكرية المكثفة، تمكن التنظيم من البقاء عبر استغلال امتداد الصحراء الشاسع، مما يسمح له بالتنقل بحرية ومواصلة مقايضة رهائنه في مناطق خارجة عن سيطرة القوات النظامية.
بقلم: إبراهيم منزو ديالو – آير إنفو