
تومبكتو- أزواد 25 أبريل 2025
في حادثة مأساوية تعكس تصاعد الانتهاكات في أزواد، عُثر مساء الجمعة 25 أبريل 2025، على مقبرة جماعية تضم جثث 12 مدنياً، بينهم أربعة من الطوارق البيض، في منطقة “إن كركور” التابعة لدائرة “جوندام” بولاية تومبكتو. وبحسب مصادر محلية متعددة، فإن الجثث تعود لضحايا تم اعتقالهم في مدينة تومبكتو خلال شهر رمضان (مارس الماضي)، قبل أن يتم تصفيتهم مطلع أبريل، دون أي إعلان رسمي عن مصيرهم حتى لحظة اكتشاف المقبرة.
الخبر انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن نشره لأول مرة الناشط عمر أغ عبر حسابه على إكس “تويتر سابقا”، لتتداوله لاحقاً مجموعات “واتساب” وصفحات “فيسبوك” بشكل واسع، مثيراً موجة من الغضب الشعبي والاستنكار الحقوقي.
إعدامات… بلا محاكمة
تفاصيل الحادثة، بحسب روايات شهود ومصادر ميدانية، تفيد بأن المعتقلين كانوا مدنيين عزلاً، ينتمون إلى مكونات مختلفة من المجتمع المحلي، أغلبهم من الطوارق والسونغاي. ولم يُبلغ ذووهم بأي إجراء قانوني بحقهم منذ لحظة اعتقالهم، كما لم تُعرف أية تهم وُجهت إليهم.
ويأتي هذا الاكتشاف ليزيد من حدة الاتهامات الموجهة للجيش المالي ومرتزقة “فاغنر” الروس، اللذين ينفذان عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ خرق اتفاق الجزائر في يوليو 2023. وتقول منظمات حقوقية إن هذه العمليات اتخذت طابعاً انتقامياً جماعياً، تستهدف المدنيين بشكل رئيسي، في ما تصفه الحكومة المالية بـ”الحرب على الإرهاب”.
ضحايا لا صلة لهم بالإرهاب
ورغم استمرار الجماعات الجهادية المسلحة في تنفيذ عمليات نوعية ضد القوات العسكرية من تفجير عبوات ناسفة إلى مهاجمة المعسكرات، إلا أن الرد الرسمي غالباً ما يُوجَّه نحو المدنيين، لا سيما من الأزواديين من الطوارق والعرب والفلان، الذين باتوا بين فكي كماشة: تهميش الدولة، وخطر الجماعات المسلحة.
تنديد وانتظار العدالة
ورغم التوثيق المتزايد لهذه الانتهاكات، لم يصدر حتى الآن أي بيان من السلطات المالية بشأن المقبرة الجماعية الجديدة. وفي المقابل، يطالب ناشطون وحقوقيون بفتح تحقيق دولي مستقل، وضمان حماية المدنيين في أزواد