
شهد محور سيغو – باماكو خلال اليومين الماضيين سلسلة هجمات مسلحة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، في مؤشر جديد على تفاقم الأزمة الأمنية في مالي وسيطرة الجماعات الجهادية على الطرقات الرئيسية.
في يوم الخميس 2 أكتوبر 2025، تعرض عبد الجليل حيدارا، النائب السابق ومؤسس قناة “سيغو تي في”، لهجوم مسلح على محور تيغوي – كونوبوغو أثناء قيادته مركبته، ما أدى إلى وفاته على الفور إثر إطلاق نار مباشر أثناء محاولته تجاوز مركبة متوقفة بفعل الهجوم.
ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من كمين مسلح استهدف قافلة عسكرية على نفس المحور، تضم عناصر من الحرس الوطني كانت تؤمن حماية المدنيين أثناء تنقلهم، وأسفر الهجوم عن سقوط 15 قتيلاً ( 9 جنود و 6 مدنيين ) وعشرات الجرحى من العسكريين والمدنيين على حد سواء. من بين الضحايا زوجة وطفلي رئيس المحكمة الإدارية في موبتي، فيما نجا القاضي مصابًا بجروح بالغة إلا أن حالته مستقرة.
وتؤكد هذه الأحداث استمرار حصار الجماعات الجهادية للمدن المالية، حيث تمنع تنقل الشاحنات والمركبات العسكرية والمدنية خارج المراكز الحضرية، ما يزيد من معاناة المدنيين ويعوق إيصال الإمدادات والخدمات الأساسية.
وتظل السلطات المالية تحت ضغط متزايد لمواجهة هذه الهجمات، في ظل قدرة الجماعات المسلحة على تنفيذ عمليات مباغتة واستهداف القوافل على الطرقات الرئيسية، مستفيدة من ضعف الرقابة الأمنية وامتداد مناطق نفوذها خارج المدن الكبرى.