
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v80), quality = 90?
شهدت مناطق واسعة من أزواد تطورًا ميدانيًا لافتًا بعد إعلان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين – الفرع المحلي لتنظيم القاعدة – عن السيطرة على خمس بوابات عسكرية تابعة للجيش المالي في كلٍّ من ولايتي غاو ودوانزا، وذلك في إطار هجمات متزامنة تعكس تصاعدًا كبيرًا في نشاط الجماعة المسلّحة ضد القوات المالية وحلفائها من الفيلق الإفريقي.
وبحسب البيان الذي أصدرته الجماعة، فقد تمكّنت عناصرها من إحكام السيطرة على ثلاث بوابات عسكرية في مدينة دوانزا، التي أصبحت تُدار اليوم كولاية مستقلة بعدما كانت تتبع سابقًا ولاية موبتي. في الوقت ذاته، أعلنت الجماعة السيطرة على بوابتين عسكريتين في منطقة وابريا الواقعة على مشارف مدينة غاو الاستراتيجية شمال البلاد.
لكن تقدّم مقاتلي الجماعة في وابريا لم يدم طويلًا، حيث تعرضوا لقصف جوي مكثّف نفذته طائرات الفيلق الإفريقي، ما اضطرهم إلى التراجع عن بعض النقاط التي سيطروا عليها. أمّا في دوانزا، فقد خلت ساحة المواجهة من أي تدخل جوي أو بري للقوات المالية أو حلفائها، في مؤشر على أن استراتيجية الفيلق الإفريقي تركز على السيطرة الجوية في إقليم أزواد ، وتترك مناطق الوسط والجنوب عرضة للهجمات.
هجمات منسّقة وخسائر فادحة
تأتي هذه التطورات بعد سلسلة هجمات منسّقة استهدفت مواقع الجيش المالي والفيلق الإفريقي في تيننكو و نيافونكي و دوغابو. وقد أسفرت هذه الهجمات عن اغتنام 8 آليات عسكرية و12 بندقية كلاشينكوف وسلاحين من نوع بيكا ومسدسين و22 مخزنًا وكمية كبيرة من الذخائر، وذلك خلال هجوم نفذته الجماعة مساء الأمس على بوابة للجيش المالي في مدينة دوغابوقو التابعة لولاية سيغو.


وفي تيننكو تحديدًا، أعلنت الجماعة عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الجيش المالي والفيلق الروسي، من بينهم ما لا يقل عن خمسة عناصر من الفيلق الروسي. وتمكّن المهاجمون من اغتنام آلية عسكرية، بالإضافة إلى 16 بندقية كلاشينكوف وسلاحين بيكا وكميات من الذخائر والمؤن، إلى جانب تدمير أربع آليات عسكرية بينها مدرعة.

دلالات المشهد
تكشف هذه التطورات عن تصاعد لافت في قدرات الجماعة التخطيطية والميدانية، إذ تمكنت خلال فترة قصيرة من شن هجمات متزامنة على عدة محاور، وإحراز مكاسب تكتيكية في مناطق حساسة جغرافيًا . كما يعكس غياب التدخل البري أو الجوي في بعض الجبهات ضعفًا نسبيًا في جاهزية الجيش المالي وحلفائه للرد السريع خارج محاور تركّز عملياتهم الجوية في أزواد.
في الوقت ذاته، تبرز الهجمات في وسط مالي وجنوبها خطورة الانكشاف الأمني في تلك المناطق، لا سيما في ظل تركيز الفيلق الإفريقي على عمليات القصف الجوي في أزواد، وهو ما قد يفتح الباب أمام تكرار هجمات أوسع في المستقبل.