
كشف الجيش الأزوادي عن قيام المجلس العسكري في مالي بتحويل مسار المساعدات الإنسانية الأمريكية لدعم الفيلق الإفريقي الذي يضم مرتزقة روس، في خطوة تعكس واقعًا متكرّرًا لاستغلال المساعدات الدولية بعيدًا عن مستحقيها من المدنيين.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد توجهت مطلع يوليو الجاري قافلة عسكرية مالية من مدينة غاو إلى أنفيف، حيث بقيت لأسابيع دون تحرّك خشية الكمائن الأزوادية. وفي 27 يوليو، واصلت القافلة طريقها نحو مدينة كيدال وهي ترافق شاحنات محمّلة بمواد غذائية مخصّصة للجيش المالي ومرتزقة الفيلق الإفريقي الروسي.
وفي اليوم نفسه، تخلّت القافلة المكونة أساساً من الفيلق الإفريقي عن أربع شاحنات مليئة ببضائع ومواد غذائية أغلبها من المساعدات الأمريكية المقدّمة عبر وكالة USAID، والتي أغلقت واشنطن مكتبها مؤخرًا في مالي بقرار من إدارة ترامب.
وتداول نشطاء وإعلاميون أزواديون صورًا وشهادات تؤكد أن هذه المساعدات لم تصل إلى الشعب المالي، بل استقرت بين أيدي قوات الجيش المالي والمرتزقة، بتواطئ رسمي من سلطات باماكو.
ووثقت صور متداولة وصول القافلة إلى كيدال برفقة مدرعات تقل عناصر من الفيلق الإفريقي، حيث استقبلها الجنود الماليون بحفاوة، في مشهد يعكس حقيقة استخدام الإمدادات الإنسانية لأغراض عسكرية، وعدم قدرة الجيش المالي على تأمين نفسه فضلا عن قوافله ، ومعاكس للسيادة الوطنية التي يتغنى بها المجلس العسكري وأعوانه..
هذه الوقائع تؤكد أن المساعدات الدولية لم تعد تجد طريقها إلى الفئات الأشد حاجة، بل تتحول إلى وقود للصراع في أزواد.
إليكم بعض التغريدات للصفحيين والنشطاء الأزواديين حول العملية
قال الناشط عيسى اغ ابنجر خلال تغريدة له أن :
الخدم المحليون الذين لم يتورعوا عن تسخير ممتلكاتهم لصالح الإرهابيين من القوات المسلحة المالية، الجزارين الحصريين لشعبهم، آمل أن يُعلّمكم هذا درسًا لتفكروا في حقيقة أن الـجيش المالي ، هؤلاء الرجال محدودو الشأن، لن يستطيعوا حمايتكم.
لأن خيانة شعبك لصالح الغير هي في الحقيقة خيانة للنفس نفسها. صحيح أن هذه الخيانة قد لا يشعر بها المرء فورًا، لكنها ستؤلم على المدى الطويل!
أعتقد أن الشعب الأمريكي العظيم والفخور لا يقدّم مساعداته ليتم إطعام مرتزقة مجرمين، وخاصة مرتزقة فاغنر.
لذلك، وعلى عكس من يرون أن قرار دونالد ترامب بإغلاق مكتب USAID في مالي كان قرارًا غير منطقي، أرى أنه كان محقًا تمامًا في ذلك.
من جانبه قال الصحفي وليد ” إن آخر مخزونات المساعدات الغذائية المقدَّمة من USAID يتم استهلاكها اليوم من قِبل المرتزقة الروس والعسكريين الماليين.
“ربما لم يكن دونالد ترامب مخطئًا عندما قال إن المساعدات الموجَّهة إلى دول الساحل نادرًا ما تصل بالفعل إلى الفئات الضعيفة الحقيقية.”
مضيفا : “تجدر الإشارة إلى أن هذه المواد تُرِكت بالأمس من قبل الفيلق الإفريقي على محور أنافيس–كيدال.”
اما الناشط عمر عمر فقد إكتفي بالقول أن قافلة ” وصلت الى كيدال لكنها اضطرت إلى التخلي عن العديد من الشاحنات التي تحمل الإمدادات إلى المدينة. “
وكتب الصحفي المحلي أبوبكر اغ اسكبار على صفحته في تويتر ” صور للمنتجات الغذائية التي تركها الروس في منطقة أفريقيا بين كيدال وأنفيف. ومن الجدير بالذكر أن الروس يستخدمون المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم على قيد الحياة. المنتجات المذكورة مدعومة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ”
وغردت صفحة كتيبة اللو ن أزواد بالقول ” المساعدات الأمريكية (USAID) لصالح فاغنر تُركت مهجورة على طريق كيدال، و ترامب أحسن صنعًا عندما علّق مساعداته لمالي.“