يُخلَّد السابع والعشرون من يوليو في ذاكرة شعب أزواد كتاريخٍ محفورٍ بمداد الدم والشرف، يومٌ جسّد ذروة الشجاعة الأزاودية وأعاد تعريف معنى التضحية والفداء. ففي هذا اليوم، سجّل الجيش الأزوادي صفحةً جديدةً في سجل مقاومته المجيدة، حين تمكّن مقاتلوه من دحر رتلٍ عسكريٍّ مشتركٍ يتكوّن من قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس، في معركةٍ حاسمةٍ ستبقى رمزًا لانتصار الإرادة على القمع.
أسفرت هذه المواجهة التاريخية عن سقوط 84 مرتزقًا من قوات فاغنر و47 جنديًا من الجيش المالي، بالإضافة إلى أسر خمسة عناصر بينهم اثنان من مرتزقة فاغنر. لم يكتفِ المقاتلون الأزواديون بتحقيق هذه الخسائر الفادحة في صفوف العدو، بل تمكنوا أيضًا من تدمير كامل سيارات الرتل والاستيلاء على ما تبقى منها، في استعراضٍ لقوةٍ ميدانيةٍ مدروسةٍ تعكس إصرارهم على حماية أرضهم وكرامتهم.
ولم تقف شجاعة الأزواديين عند هذا الحد، إذ تمكّنوا أيضًا من إسقاط طائرة مروحية حاولت التدخل لإسناد القوات المعتدية، في رسالةٍ حاسمةٍ بأن سماء أزواد، كأرضها، عصيةٌ على كل غاصب.
هذا الانتصار الكبير، الذي تحول إلى رمزٍ في الوعي الجمعي الأزوادي، لم يكن مجرد انتصارٍ عسكري؛ بل جسّد رفضًا مطلقًا لكل مشاريع الاستعباد والاستبداد، ورسّخ القناعة العميقة بأن لا قوة مهما بلغت سطوتها قادرة على كسر إرادة شعبٍ اختار الحرية سبيلًا والكرامة مبدأً لا مساومة فيه.
من هنا، جاء إعلان جبهة تحرير أزواد رسميًا تخليد السابع والعشرين من يوليو “يومًا للمقاومة والتضحية”؛ يومًا يُحتفى فيه سنويًا بجميع الشهداء والأبطال الذين روّوا تراب أزواد بدمائهم، دفاعًا عن الأرض والهوية والحق في تقرير المصير.


إن انتصار هذا اليوم، بكل تفاصيله ومعانيه، لم يُكتب في السجلات العسكرية فحسب، بل نُقش في قلب كل أزوادي كبرهانٍ أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بالنضال والشجاعة والتضحية.
المجد والخلود للشهداء… والنصر لقضية أزواد العادلة.