تحلّ اليوم 30 نوفمبر 2025 الذكرى السنوية الأولى لتأسيس جبهة تحرير أزواد (FLA) وتوقيع ميثاق الشرف الذي نصّ على حلّ ست حركات أزوادية واندماجها في إطار موحد. مثّل هذا التحول أكبر عملية توحيد سياسي-عسكري في أزواد منذ استقلال 2012، وأعاد تشكيل الخارطة العسكرية في الإقليم.
خلال عامها الأول، انتقلت الجبهة من مرحلة التأسيس والترتيب الداخلي إلى مرحلة الفعل العسكري الاستراتيجي، موسّعةً مناطق عملياتها، ومطوّرة قدراتها الجوية، ومحافظةً على علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة، إضافة إلى استقطاب منضمّين جدد من أبناء المنطقة.
أولًا: التطور التنظيمي والسياسي
1. تأسيس الجبهة – 30 نوفمبر 2024
توقيع ميثاق الشرف الذي جمع ستة كيانات أزوادية كبرى تحت مظلة واحدة.
حلّ الهياكل السابقة وتشكيل قيادة موحدة: المكتب التنفيذي – المجلس الثوري – المجلس الاستشاري.
2. الانضمامات الجديدة
انضمام كتيبة المجاهد آلا أغ البشير
رحّبت جبهة تحرير أزواد بانضمام كتيبة “المجاهد آلا أغ البشير” إلى صفوف الجيش الأزوادي، معتبرة هذه الخطوة امتداداً طبيعياً لميثاق الشرف الذي وُقّع في 30 نوفمبر 2024. هذا الانضمام يعزّز وحدة المقاتلين تحت قيادة واحدة ويؤكد التزام أبناء المنطقة بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الذي يستهدف الأرض والكرامة والوجود. كما شددت الجبهة على أهمية الانضباط واحترام قوانين الجيش الأزوادي، باعتبارها ركائز لضمان صلابة الجبهة ومواصلة كفاحها حتى تحقيق النصر.
انضمام باباديش أغ الخيلفة والمجتمع الذي يمثله
وشهدت الجبهة كذلك انضمام السيد باباديش أغ الخيلفة رئيس منطقة تافليانت وزعيم قبيلة إيمغاد أبناء أساو، إلى جانب المجتمع الذي يمثله، انضمامهم رسمياً إلى جبهة تحرير أزواد. هذا التحول يعكس اتساع دائرة الالتفاف حول مشروع أزوادي جامع، وتراجع الثقة في الهياكل المرتبطة بسلطات باماكو. حضور مسؤول المصالحة في الجبهة لهذا الإعلان أضفى عليه طابعاً مؤسساتياً، كما أن انتقال شخصية كانت جزءاً من المجلس الأعلى للإمغاد وحلفائهم إلى صفوف الجبهة يعكس إدراكاً متزايداً بأن مستقبل أزواد يكمن في وحدة الموقف والقرار.
انشقاق الجندي باديان أغ هو كاتاني
وأعلن الجندي باديان أغ هو كاتاني — من الكتيبة 522 مشاة — انشقاقه عن الجيش المالي في 22 أكتوبر 2025، حاملاً معه مركبة عسكرية وسلاحاً ثقيلاً وعتاداً فردياً. ظهر الجندي المنشق في تسجيل مصوّر ليعلن انضمامه إلى جبهة تحرير أزواد، موضحاً أن القرارات التعسفية والعنصرية داخل المؤسسة العسكرية، إضافةً إلى مقتل عمه على يد الجيش المالي، كانت الدافع الأساسي لقراره.
ثانيًا: تطور القدرات العسكرية
1. القدرات الجوية (الطائرات المسيّرة)
تُعدّ أكبر نقلة نوعية للجبهة خلال العام الأول:
- تنفيذ أكثر من 25 غارة جوية بطائرات مسيّرة انتحارية واستطلاعية ومسلّحة.
- استهداف مواقع حساسة: مراكز تحكم بالطائرات، مخازن الذخيرة، عربات مدرعة، نقاط مراقبة.
- الانتقال من ضربات محدودة إلى عمليات جوية مركّزة ومتزامنة في عدة ولايات.
2. القدرات البرية
- تنفيذ 3 كمائن كبرى ناجحة ضد تحالف الجيش المالي–الفيلق الإفريقي.
- تدمير عشرات الآليات والمدرعات.
- السيطرة على معدات عسكرية نوعية: مدرعة – شاحنات – ناقلة دبابات – أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة.
ثالثًا: أبرز العمليات العسكرية خلال العام الأول
أولًا: عمليات يونيو 2025 الكبرى
1. هجوم تاجمرت 12 يونيو 2025 – محور أغلهوك – أنفيف
نفذ الجيش الأزوادي غارات جوية ضد قافلة عسكرية للجيش المالي والفيلق الإفريقي في 12 يونيو 2025 في تاجمرت بولاية كيدال.
خسائر العدو:
- مقتل 5 من مرتزقة الفيلق الإفريقي.
- مقتل جنديين ماليين.
- تدمير 3 آليات عسكرية (مدرعة، رباعية دفع، ناقلة دبابات).
2. معركة أنوملان – 13 يونيو 2025
نفذت الجبهة عملية واسعة في انوملان قرب أجلهوك ضد قافلة عسكرية مكونة من الجيش المالي ومرتزقة الفيلق الإفريقي وعشرات الشاحنات المحملة بصهاريج الوقود ومواد للبناء وغيرها، وهي أكبر عملية برّية للجبهة حتى اليوم. ويعتبر أول اشتباك مع الفيلق الإفريقي في أزواد بعد أسبوع من إعلان فاغنر في 7 يونيو إنهاء مهمتها في مالي وأزواد.
حصيلة العدو:
- مقتل عشرات الجنود والمرتزقة.
- 15 جثة متروكة في ساحة المعركة.
- تدمير 21 آلية عسكرية.
- الاستيلاء على: مدرعة، سيارة رباعية الدفع، 12 شاحنة، جرافة، حفارة هيدروليكية، صهريجي وقود، أسلحة متنوعة، طائرات مسيرة، وثائق حساسة، أجهزة اتصال.
خسائر الجبهة:
- 3 شهداء
- 7 جرحى
- احتراق مركبتين
3. إسقاط الطائرة الحربية – 14 يونيو 2025
وفي 14 يونيو بعد معركة أنوملان استهدفت طائرة للفيلق الإفريقي وحدة أزوادية في نفس المنطقة، ولكن رد القوات الأزوادية أسفر عن إصابة الطائرة المعادية وسقوطها في نهر النيجر قرب غاو.
ثانيًا: هجوم ألكيت – 14 يوليو 2025
كما نفذت الجبهة كمينا محكما ضد الجيش المالي ومرتزقة الفيلق الإفريقي في آلكت قرب مدينة كيدال 14 يوليو 2025، وأسفر عن:
- تدمير مدرعات وآليات عسكرية.
- مقتل المرتزق الروسي إيغور نيستيروف بعد استهداف مروحية MI-24.
ثالثًا: الضربات الجوية (2024–2025)
أسفرت عمليات المسيّرات عن نتائج واسعة في ولايات كيدال وتومبكتو. شهد العام الأول بعد تأسيس جبهة تحرير أزواد تصاعداً كبيراً لقدرات الجبهة الجوية، ونفذت عشرات الضربات الاستراتيجية في ولايتي كيدال وتمبكتو.
2024
- غوندام – 11 سبتمبر 2024: استهداف معسكر للجيش المالي ومرتزقة فاغنر.
- تومبكتو – 22 سبتمبر 2024: هجوم مزدوج بطائرتين مسيرتين يوم عيد الاستقلال المالي.
- ليري – 25 سبتمبر 2024: تدمير آليات ومقتل جنود ومرتزقة.
- غوندام – 4 أكتوبر 2024: خسائر مادية وبشرية للجيش المالي.
2025
- تيساليت – 5 مايو 2025: غارة دقيقة على معسكر أمشاش أدت إلى أضرار كبيرة واستنفار عسكري واسع.
- ليري – 9 مايو 2025: استهداف مقر فاغنر والجيش المالي، وتدمير نظام التحكم بطائرات الجيش المالية.
- سومبي – 26 مايو 2025: ضربة ضد معسكر تحت احتلال الجيش المالي–الروسي، وخسائر كبيرة.
- ليري – 22 يونيو 2025: هجوم بالطائرات المسيرة على قافلة عسكرية مشتركة وتكبيدها خسائر معتبرة.
- أغلهوك – 20 أغسطس 2025: غارة في اجلهوك تسفر عن تدمير آليات ومقتل جنود.
- تيساليت – 23 أغسطس 2025: هجوم على مقر قيادة المحافظة خلال اجتماع بين الجيش المالي والفيلق الإفريقي.
- تيساليت – 25 أغسطس 2025: قصف جديد لمعسكر أمشاش أثناء وصول مروحية لإجلاء قتلى وجرحى الضربة السابقة.
- تيساليت – 5 سبتمبر 2025: تدمير وحدة مراقبة وتحكم بطائرة مسيرة TB2 بواسطة طائرتين انتحاريتين.
- تيساليت – أجلهوك – غوندام (21–22 سبتمبر 2025): سلسلة ضربات ناجحة ضد تجمعات للاحتفال بالاستقلال المالي ومعسكرات مالية.
- كيدال – 27 سبتمبر 2025: غارة على معسكر أنغمالي وتحقيق إصابات دقيقة.
- تومبكتو – 29 سبتمبر 2025: استهداف مطار تومبكتو وموقع عسكري قريب.
- أجلهوك – 16 أكتوبر 2025: ضربة جوية أصابت أهدافها بدقة.
- كيدال – 24 أكتوبر 2025: تدمير مركز التحكم بالمسيرات داخل معسكر الأمم المتحدة السابق.
رابعًا: الإنجازات الاستراتيجية خلال العام الأول
1. فرض معادلة ردع جديدة
انتقلت الجبهة من “تنظيم محلي مقاوم” إلى قوة عسكرية تمتلك قدرات جوية تقلّص تفوق الجيش المالي والفيلق الإفريقي.
2. شلّ مراكز القيادة الجوية
تدمير 3 مراكز تحكم بالمسيرات خلال عام واحد: ليري – تيساليت (TB2) – كيدال (مقر المينوسما سابقًا).
3. استنزاف العدو
تدمير أكثر من 40 آلية قتالية.
مقتل عشرات الجنود والمرتزقة.
خسائر متواصلة في نقاط متباعدة جغرافيًا.
4. تحييد التفوق التكنولوجي المالي–الروسي
عمليات دقيقة ضد: مروحيات MI-24 – منظومات رادار – قوافل مدرعة – قواعد عمليات متقدمة.
خاتمة
خلال عام واحد فقط، أنتجت جبهة تحرير أزواد:
- قوة جوية حقيقية تعتمد على المسيّرات.
- قدرة برية فعالة على الكمائن وضرب الأرتال.
- هيكل عسكري–سياسي موحد.
- نفوذًا متزايدًا في كيدال، آغلهوك، تيساليت، ليري، غوندام، سومبي.
- تراجع ملحوظ في فعالية الجيش المالي والفيلق الإفريقي داخل أزواد ضد الجيش الأزوادي واعتمادهم على استهداف المدنيين العزل فقط.
- إنشاء المكاتب الجهوية والمحلية
- تعزيز شبكات الارتباط الميداني
- تقوية قدرات الفرق المكلفة بالإدارة الترابية والاجتماعية والتنظيمية.
- تعزيز هيئات المجتمع المدني التي تتمثل في التنسيقيات والجمعيات النسوية ومكاتب الجالية ولقوي الحية الأزوادية في الخارج.
تُختتم هذه الذكرى السنوية الأولى لتأسيس جبهة تحرير أزواد بالتأكيد على ما تحقق من إنجازات خلال عام من تأسيسها، سواء على صعيد إعادة التنظيم الداخلي، أو تعزيز الوجود الميداني، أو التقدم في العمليات العسكرية والدفاع عن الأرض. لقد أرست الجبهة قواعد صلبة لهياكل الحكم المؤسسي وأثبتت قدرتها على حماية سكان أزواد ومصالحهم المشروعة، مع الاستمرار في تطوير قدراتها العسكرية والتقنية بما يضمن الحفاظ على وحدة الإقليم ومواجهة أي تهديدات خارجية.
وتعبر الجبهة في هذه المناسبة عن اعتزازها وتقديرها لشهدائها ولجميع أبناء وبنات أزواد، داخل الإقليم وخارجه، على صمودهم وتضحياتهم في سبيل تعزيز التضامن والوحدة. كما تؤكد التزامها بمواصلة كفاحها حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، والدفاع عن حقوق شعب أزواد، مع إيلاء الأولوية لسلامة المدنيين وبناء مؤسسات قوية تضمن مستقبل الإقليم بأمان واستقرار.
