أصدرت جبهة تحرير أزواد مساء اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025 بياناً نفت فيه بشكل قاطع الأنباء التي تداولتها حسابات ووسائل إعلام ماليّة بشأن افتتاح مكتب للجبهة في جمهورية ساحل العاج، مؤكدة أن تلك الادعاءات “عارية من الصحة وتندرج في إطار حملة تضليلية تهدف إلى صرف أنظار الرأي العام عن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مالي”.
وجاء البيان بعد أيام من انتشار مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر لافتة قيل إنها تعود لمكتب جديد للجبهة في أبيدجان، لتتبنى بعض الصفحات الموالية للسلطات الانتقالية في باماكو الخبر وتروّج له باعتباره مؤشراً على “تحركات سياسية خارجية مشبوهة” من طرف الجبهة.
لكن جبهة تحرير أزواد شددت في ردها على أن الهدف من هذه المزاعم هو “خلق بلبلة وتشتيت اهتمام الماليين عن التدهور الأمني والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد”، مضيفة أن الجبهة لم تفتح أي مكتب في ساحل العاج أو في أي دولة إفريقية أخرى مؤخراً.
امتنان لساحل العاج ودعوة لاحترام القوانين
البيان عبّر أيضاً عن “الاحترام والامتنان العميق” للسلطات العاجية والشعب العاجي على ما وصفته الجبهة بـ”كرم الضيافة وروح التضامن” التي أظهروها تجاه المواطنين الأزواديين المقيمين في ساحل العاج، مشيرة إلى أن هؤلاء وجدوا الأمن والحماية هناك في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مناطق أزواد.
كما دعت الجبهة أبناء الجالية الأزوادية في دول المهجر إلى “الالتزام التام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في دول الاستقبال”، في إشارة واضحة إلى حرصها على تجنب أي نشاط يمكن أن يُستغل ضدها سياسياً أو إعلامياً.
خلفية الحملة الإعلامية
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد حملات إعلامية على المنصات الماليّة تستهدف جبهة تحرير أزواد، خصوصاً بعد فشل السلطات الانتقالية في معالجة الأزمات الأمنية والمعيشية في البلاد. ويرى مراقبون أن الترويج لادعاءات من هذا النوع يندرج ضمن استراتيجية إعلامية تهدف إلى تحويل الأنظار عن التوترات الداخلية، والحصار المفروض على بماكو، والاضطرابات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.
يُذكر أن العلاقات بين جبهة تحرير أزواد والسلطات الماليّة تمر بمرحلة توتر كبير منذ انهيار اتفاق الجزائر واستئناف المواجهات المسلحة في أزواد، ما جعل الحملات الإعلامية المتبادلة جزءاً من مشهد الصراع السياسي والعسكري الدائر في البلاد، كما تعيش العلاقات بين مالي وساحل العاج فورا متزايدا منذ إعتقال مالي سابقا لـ49 جنديا إفوارياً من المينوسما واحتجازهم لأشهر.
