أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل، عن تنفيذ هجوم واسع على ثكنة عسكرية تابعة للجيش المالي في بلدة سومبي بولاية تمبكتو، في سابقة تُعد من أعنف الهجمات التي تشهدها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة. ووفق بيان صادر عن الجماعة، أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 48 جنديًا ماليًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، من بينهم حالات وُصفت بالحرجة، إلى جانب الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية، من بينها عربة قتالية، وسلاح دوشكا، ورشاشات بيكا، وبنادق كلاشينكوف، ومسدسات، ومخازن ذخيرة وصناديق ذخيرة، فضلًا عن تجهيزات عسكرية أخرى.
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد وتيرة العمليات المسلحة التي تشنها الجماعة في البلاد ، حيث كثفت من استهداف الثكنات والمراكز الأمنية التابعة للجيش المالي وقوات “الفيلق الإفريقي” الروسية، في وقت تواجه فيه الحكومة الانتقالية برئاسة العقيد أسيمي غويتا ضغوطًا ميدانية متزايدة، وفقدان السيطرة على عدد من المناطق في جنوب وغرب البلاد فضلا عن مناطق أزواد وماسينا ، ما يعكس تراجعًا في قدرة الدولة على فرض الأمن في مناطق النزاع.
وفي أعقاب الهجوم، وصل الكولونيل سيدو باسيرو، قائد عملية “دوجولوكو” في تمبكتو، إلى سومبي، وزعم أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الموقع، وتمكنت من قتل عدد من المهاجمين والاستيلاء على أسلحة ومعدات. لكن مصادر محلية تحدثت عن معارك ضارية استمرت لساعات، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتكبدت فيها القوات الحكومية خسائر كبيرة.
يُذكر أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فرضت حصارًا على سومبي أواخر سبتمبر الماضي، تخللته سلسلة من الهجمات بعبوات ناسفة ضد مركبات عسكرية، قبل أن تشن في السابع من نوفمبر هجومها الأوسع، الذي أسفر عن مقتل نحو 50 جنديًا ماليًا، والاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية، في مؤشر على تصاعد قدرات الجماعة وتمددها في مناطق النفوذ.
