نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجوماً عنيفاً على معسكر للجيش المالي في منطقة سومبي بولاية تومبكتو يوم الجمعة الماضي، 7 نوفمبر 2025، ما أسفر عن مقتل نحو ثلاثين جندياً بينهم قائد المعسكر ونائبه، وفق ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.
مجزرة سومبي: مقتل قائد المعسكر ونحو 30 جندياً في هجوم عنيف لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بتومبكتو.
تفاصيل الهجوم والتبني
بحسب مصادر ميدانية، شن عناصر الجماعة هجوماً واسعاً استخدموا خلاله أسلحة ثقيلة، وتمكنوا من اختراق دفاعات المعسكر، في توقيت متزامن مع عملية أخرى نفذتها الجماعة في هيريماكونو في نفس اليوم، غير أن الجماعة لم تعلن رسمياً تبنيها لهذه العمليات حتى اللحظة. على الجانب الآخر، أعلنت الجماعة مسؤوليتها المباشرة عن عملية فانا التي أكدت أنها أسفرت عن سقوط المنطقة تحت سيطرتها، ما يبين استراتيجية الجماعة في انتقاء العمليات التي تعلن عنها وتوظيفها إعلامياً.
تطور الحصار والتأثير الإقليمي
في أواخر سبتمبر الماضي، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فرض حصار على سومبي، أعقبه حصار آخر على مدينة ليري في منطقة أزواد، مع توسيع عمليات الحصار لتشمل ولايات أخرى من بينها كاي وسيكاسو وسيغو. وأدى هذا التصعيد إلى تعطل وصول الإمدادات والوقود إلى العاصمة باماكو المحاصرة من عدة جهات منذ سبتمبر 2025. تفاقمت بذلك الأزمة الإنسانية والأمنية في مناطق أزواد وماسينا، حيث يعاني السكان من نقص الخدمات وتردي أوضاع المعيشة وضربات المسيّرات المالية ضد المدنيين ومصادر عيشهم.
دلالات الهجوم وتحديات الجيش المالي
يُعد هجوم سومبي الأخير دليلاً واضحاً على التطور في قدرات وتنسيق الجماعة المسلحة، حيث استطاعت توجيه ضربات موجعة للجيش المالي في معسكرات استراتيجية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى جهوزية المؤسسة العسكرية لمواجهة التهديدات المتنامية في ظل الانقسامات الداخلية وتراجع الإمدادات. ومن جهة ثانية، فإن ميل الجماعة مؤخراً إلى تكثيف عمليات الحصار والسيطرة على مناطق وطرق الإمداد يعزز مخاوف انزلاق البلاد نحو مزيد من الانفلات الأمني وتفاقم الأزمات الإنسانية.
خلاصة المشهد
تؤشر الهجمات المتزامنة والسيطرة على مناطق جديدة إلى استمرارية التصعيد في المواجهة بين الجماعة المسلحة والجيش المالي، وسط ارتباك في صفوف القوات الحكومية وعجز إقليمي عن كبح تمدد الجماعات الجهادية في مالي ومنطقة الساحل.
