
في تسجيل صوتي نُشر مؤخرًا باللغة الفولفولدي، تحدث أمادو كوفا، قائد كتيبة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)، عن الوضع في باماكو. وأعرب عن فرحته بتأثير الحصار الاقتصادي وأزمة الوقود على العاصمة المالية، مؤكدًا أن «الأشخاص الصالحين غادروا باماكو» وأن «القمامة فقط تبقى مع المجلس العسكري».
ويأتي هذا التصريح في سياق مأساوي: منذ بداية سبتمبر 2025، فرضت كتيبة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين JNIM حصارًا كاملاً على باماكو وعدة مناطق في مالي. وخلال هذه الفترة، تم حرق عشرات الشاحنات المحملة بالوقود، وأعلنت الجماعة حظر جميع شحنات الوقود إلى مالي من موريتانيا، السنغال، ساحل العاج وغينيا. وأدى الحصار إلى مقتل عشرات الجنود والسائقين، واعتقال عدد آخر.
وقد أوقعت هذه الأزمة مالي في نقص حاد في الوقود لم يشهد له مثيل منذ الاستقلال. إذ بقيت بعض المدن مثل بلا ونيورو لأسابيع بدون وقود أو كهرباء، بينما عانت العاصمة من نفاد شبه كامل للوقود، مع وصول شحنات محدودة من ساحل العاج لتخفيف الأزمة ثلاثة أيام فقط قبل أن تعود المشكلة من جديد. ويشير المراقبون إلى أن الجهاديين أصبحوا المسيطرين الفعليين على البلاد، في حين يظل الجيش المالي مختبئًا في ثكناته ويفر عند أول مواجهة.
وفي تسجيله، أعلن كوفا أن جماعته ستستمر في الضغط على العاصمة حتى انهيارها الداخلي، مستشهدًا بمثال تاريخي: حصار هامدالاّي في عهد مملكة الفولان في ماسينا، الذي دفع السكان إلى مجاعة شديدة، حتى أنهم «أكلوا الحمير ثم طحنوا القرع ليأكلوه».
وختم كوفا تصريحه قائلاً:
«سنفعل الشيء نفسه، إن شاء الله، حتى يتقاتل المجلس العسكري في ما يبنه . واغي سيأكل غويتا وغويتا سيأكل واغي، الله معنا.»
ويُظهر هذا التصريح استمرار تهديد الجماعات الجهادية لاستقرار مالي وكيفية استغلالها ضعف الدولة لتوسيع سيطرتها على الأراضي والموارد الاقتصادية.