
نفذت جبهة تحرير أزواد مساء اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، هجوماً جوياً بطائرات مسيّرة انتحارية استهدف نقطة عسكرية تابعة للجيش المالي والفيلق الإفريقي في مدينة اجلهوك المحتلة بولاية كيدال بإقليم أزواد.
وأفادت مصادر ميدانية أن الغارات أصابت أهدافها بدقة، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات المستهدفة، دون تحديد حصيلة دقيقة.
الهجوم يأتي في سياق تصعيد متواصل بين الجبهة الأزوادية وقوات المجلس العسكري الحاكم في باماكو، حيث كثّفت الجبهة منذ عام 2024 من استخدام الطائرات المسيّرة في عملياتها، بعد أن نجحت في تطوير قدراتها التقنية والعسكرية، ووسّعت دائرة ضرباتها لتشمل قواعد في كيدال، أجلهوك، تيساليت، غوندام، ليري وتومبكتو.
الجبهة تنفي الحصول على دعم خارجي وتوضح مصدر المسيّرات
أدلى المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير أزواد بتصريح رسمي في خضم الجدل الدائر حول مصدر الطائرات المسيّرة التي تستخدمها الجبهة، وأكد محمد المولود رمضان خلال مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية « أن هذه المسيّرات يتم الحصول عليها في السوق السوداء وليس من أوكرانيا كما رددت بعض التقارير »
وأوضح رمضان « أن خبراء محليين أجروا تعديلات تقنية على الأنظمة الجوية لتتكيف مع طبيعة التضاريس والمناخ في أزواد، مما منحها فعالية كبيرة ضد الأهداف العسكرية. »
ونفى المتحدث باسم الجبهة، محمد المولود رمضان، في تصريحات إذاعية، تلقي أي دعم أو مساعدة عسكرية من الجزائر أو فرنسا أو موريتانيا أو أوكرانيا.
اتهامات متبادلة وتصاعد التوتر الإقليمي
يأتي هذا التطور وسط توتر متزايد بين باماكو والجزائر، بعد أن اتهمت السلطات المالية جارتها الشمالية بدعم جماعات مسلحة في أزواد عقب نجاحها في تحقيق مكاسب ميدانية ضد القوات المالية والفيلق الإفريقي الروسي.
وردّ المتحدث الأزوادي على اتهامات باماكو قائلاً إن “الطغمة العسكرية تتعامل بعقلية المؤامرة، وتتهم الجميع، من الجزائر إلى فرنسا وأوكرانيا وموريتانيا والسنغال وحتى كوت ديفوار”.
أما بشأن تصريحات مسؤولين أوكرانيين حول دعم استخباراتي مزعوم، فقد شدد رمضان على أن مقاتلي أزواد “يعرفون جغرافيا مناطقهم بشكل دقيق ولا يحتاجون لأي دعم استخباراتي خارجي”، في إشارة إلى اعتماد الجبهة على قدراتها الذاتية في التخطيط والتنفيذ.
نحو تصاعد العمليات العسكرية في أزواد
تأتي هذه العمليات الجوية الجديدة لتؤكد دخول النزاع في أزواد مرحلة جديدة، حيث أصبح استخدام الطائرات المسيّرة سلاحاً مركزياً في معادلة القوة بين جبهة تحرير أزواد والقوات الحكومية وحلفائها الأفارقة والروس.