
شهدت ولاية تومبكتو تصعيدًا جديدًا في المواجهات بين الجماعات المسلحة والمرتزقة الأجانب؛ حيث أفادت مصادر ميدانية موثوقة بأن سبع آليات عسكرية تابعة لمرتزقة مجموعة “الفيلق الإفريقي” – المعروفة سابقًا باسم فاغنر – تم تدميرها في كمين محكم نُصب يوم 7 أكتوبر 2025 بين منطقتي إيبانغ إمالان وغوسي في ولاية تمبكتو.
ووفقًا للمعلومات، نفذت الهجوم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأسفر الاشتباك العنيف عن مقتل عشرات المرتزقة الروس وأسر عدد من عناصرهم الذين كانوا ضمن دورية متجهة نحو بلدة إيبانغ إنلان، في مهمة وُصفت بأنها كانت تستهدف تنفيذ عمليات ضد مدنيين عزل في المنطقة.
خلفيات المواجهة الميدانية
يشير مراقبون إلى أن المرتزقة الروس الذين أعيد تنظيمهم ضمن ما يُعرف بـ”الفيلق الإفريقي” أثبتوا في السنوات الأخيرة عجزهم عن فرض السيطرة الميدانية في ولايات أزواد الشاسعة، ويُعزى تفوق الجماعات المحلية إلى معرفتها الدقيقة بطبيعة الأرض ومسالكها الوعرة، مما يمنحها الأفضلية في نصب الكمائن وتنفيذ عمليات خاطفة ضد أرتال العدو.
هزائم متكررة للمرتزقة الروس
الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، إذ تكبدت القوات الروسية والمالية المشتركة خسائر فادحة خلال العامين الماضيين. ففي يوليو 2024، تمكن الجيش الأزوادي من تدمير رتل كامل يضم وحدات من “فاغنر” والجيش المالي في منطقة تين ظواتين، ما أسفر عن مقتل 84 مرتزقًا روسيًا، وتدمير كامل المعدات والآليات المصاحبة لهم في معركة تينظواتين الشهيرة .
كما شهد شهر يونيو 2025 عملية نوعية أخرى للجيش الأزوادي في أنوملان قرب أجلهوك، أسفرت عن تدمير قافلة عسكرية مشتركة بين الجيش المالي والفيلق الإفريقي، قُتل فيها العشرات من الجنود الماليين والمرتزقة الأجانب، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات الشاحنات والمعدات التي كانت بحماية تلك القوات.
دلالات وتداعيات
يرى محللون أمنيون أن هذه الهزائم المتكررة تُظهر هشاشة الوجود الروسي في أزواد، رغم الدعم اللوجستي والتغطية السياسية التي يتلقاها من باماكو و موسكو. كما تعكس قدرة الفصائل المحلية، سواء التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين أو الجيش الأزوادي، على فرض معادلات جديدة على الأرض، تُهدد مسار العمليات العسكرية للحكومة المالية وحلفائها الأجانب.
وتشير الأحداث المتتالية إلى أن الصراع في منطقة أزواد يتجه نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، خاصة مع تزايد النشاط المسلح ضد القوات الروسية والمالية على حد سواء، وسط تنفيذ المرتزقة الروس والجنود الماليين لانتهاكات جسيمة ضد المدنيين في مناطق النزاع.