
تعيش مدينة نيورو بوسط مالي حالة من التوتر الشديد، بعد أن فرضت جماعة ماسينا المسلحة حصاراً خانقاً على المنطقة، وسط أنباء متداولة عن سعيها لاعتقال الخليفة الحموي الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله، أحد أبرز الشخصيات الدينية والروحية في مالي وموريتانيا.
مصادر محلية أكدت أن الجماعة صادرت سيارات تابعة للخلافة الحموية، فيما اضطرت إحدى السيدات من عائلة الشيخ إلى مغادرة المدينة عبر طائرة خاصة لتلقي العلاج، بعد أن بات التنقل البري محفوفاً بالمخاطر بسبب الحصار.
وأكدت الجماعة خلال بيان تلاه أبو حذيفة البمباري أمس الأربعاء 3 سبتمبر 2025 أنها ستحاصر نيورو و كاي وستفرض عقوبات صارمة على أي سيارة نقل تقل مدنيين من المدينتين
مكانة الشيخ حماه الله
يُعد الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله، المعروف بـ”الخليفة الحموي”، شخصية محورية في الحياة الدينية والاجتماعية بمنطقة الساحل، حيث يحظى بمكانة روحية عالية ليس فقط داخل مالي، بل كذلك في موريتانيا ودول الجوار.
ويستند إليه عدد كبير من القيادات السياسية والقبلية في مالي روحياً، إذ يمثل مرجعاً دينياً وصوتاً مؤثراً في توجيه أتباعه ومريديه الذين ينتشرون بالآلاف في مختلف أنحاء المنطقة.
ورغم طبيعة شخصيته المسالمة، فإن استهدافه من قبل الجماعات المسلحة يُنذر بتداعيات خطيرة، باعتبار أن أي مساس به قد يُشعل فتيل أزمة اجتماعية ودينية تتجاوز حدود مدينة نيورو.
الجالية الموريتانية على خط الأزمة
وفي سياق متصل، عبّرت الجالية الموريتانية في مالي عن قلقها البالغ من حملة أطلقتها إدارة التجارة والمنافسة المالية، والتي أدت إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية المملوكة لموريتانيين في العاصمة باماكو وعدد من المدن الداخلية.
وفي بيان صادر يوم 03 سبتمبر 2025، أوضح مكتب الجالية أن هذه الإجراءات أثرت سلباً على سير عمل التجار الموريتانيين، مؤكداً أنه بادر فور علمه بالاتصال بسفارة موريتانيا في باماكو والجهات المالية المعنية لمعرفة خلفية الحملة والدعوة إلى حماية المواطنين وممتلكاتهم.
وسجل البيان النقاط التالية:
- الإشادة بالدور الإيجابي والسريع الذي قامت به السفارة الموريتانية في باماكو.
- دعوة السلطات العليا في موريتانيا، وعلى رأسها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى التدخل العاجل والفعال لدى السلطات المالية لحماية مصالح التجار وضمان حقهم في مزاولة أنشطتهم.
- التأكيد على الدور الريادي والإيجابي للجالية في توفير المواد الأساسية للشعب المالي.
- التشديد على أهمية تعزيز روح الأخوة والتعاون التي تجمع الشعبين الموريتاني والمالي.
- الإشادة بحسن الضيافة والاحترام الذي تبديه السلطات المالية تجاه الجالية الموريتانية.
البيان حمل توقيع رئيس المكتب التنفيذي للجالية، ادومو ولد لحبيب.
مستقبل غامض
تتقاطع هذه التطورات مع تعقيدات المشهد الأمني والسياسي في مالي، ما يجعل استهداف شخصية بارزة مثل الشيخ حماه الله عاملاً إضافياً يزيد من هشاشة الوضع. ويرى مراقبون أن أي محاولة للنيل من مكانته أو اعتقاله قد تدفع المنطقة نحو مزيد من الاضطراب، خاصة أن له امتداداً واسعاً يتجاوز البعد المحلي إلى فضاء إقليمي يربط بين مالي وموريتانيا.
المصادر : الحسانية + الزلاقة