
فُجعت جبهة تحرير أزواد، ومعها عموم الشعب الأزوادي، برحيل أحد أبنائها الأوفياء، المناضل حمودي ولد الدادة، الذي وافته المنية يوم أمس، بعد صراعٍ قصير مع المرض، طاويًا بذلك صفحة نضالية مشرفة رسمها الفقيد بعرقه وتضحياته من أجل كرامة أزواد.
الراحل لم يكن مجرد اسم في مسيرة الكفاح الأزوادي، بل كان واحدًا من أولئك الرجال الذين نذروا أنفسهم لقضية شعبهم، وآمنوا بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع. عاش الفقيد مناضلاً في الصفوف الأمامية، متقدمًا بخطى ثابتة نحو حلم التحرير، متحديًا القهر والنسيان، ورافعًا راية المقاومة في أحلك الظروف.
لقد جسد حمودي ولد الدادة، خلال مسيرته، كل معاني الوفاء والنقاء الثوري، فكان صوت المظلوم، وسند الضعيف، ونموذجًا في الانضباط والإخلاص والالتزام بقضية أزواد العادلة. وها هو اليوم يُوارى الثرى، مخلفًا وراءه إرثًا نضاليًا سيبقى حيًا في ذاكرة الأجيال.
وفي بيان نعي مؤثر، أكدت جبهة تحرير أزواد أن دماء وتضحيات رجالها المخلصين، أمثال الفقيد، ستظل منارة تُنير درب الحرية، مشددة على أن ذكراهم ستبقى حية في وجدان الأمة، وأن مسيرة الكفاح ستتواصل حتى تحقيق كامل الحقوق المشروعة لشعب أزواد.
إننا إذ نودع المناضل حمودي ولد الدادة، فإننا لا نرثي جسده الذي وُري الثرى، بل نُحيي روحه الطاهرة، ونعاهدها على الوفاء للعهد الذي عاش ومات عليه: عهد الكرامة، والحرية، والاستقلال.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.