
شهدت مالي، في الأول من يوليو 2025، موجة هجمات دموية جديدة نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في شمال وغرب البلاد، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الجنود، في تصعيد خطير يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
كمين مميت ضد الفيلق الإفريقي في تمبكتو
أعلنت الجماعة في بيان رسمي تنفيذ كمين محكم ضد دورية للفيلق الإفريقي في منطقة أغ انلهي، الواقعة شمالي شرقي مدينة بير بولاية تمبكتو، مساء الثلاثاء 1 يوليو.
ونقل الصحفي وسيم نصر عن مصادر داخل الجماعة أن الكمين أسفر عن مقتل 18 عنصرًا من الفيلق الإفريقي وإصابة 12 آخرين، مؤكدًا في الوقت ذاته غياب أي جنود من الجيش المالي في تلك الدورية.

هجمات منسقة على سبع مناطق في الغرب و الجنوب
وفي بيان ثانٍ، أعلنت الجماعة تنفيذ سلسلة هجمات منسقة على سبع مناطق حدودية شمال وغرب البلاد، شملت: كايس، ساندري، نيورو، قانقوتيري، جوجي، جيبولي، وجميعها تقع قرب الحدود مع السنغال.
وأسفرت هذه الهجمات، بحسب بيان الجماعة، عن مقتل عشرات العناصر من الجيش المالي وأسر عنصر آخر، إضافة إلى تدمير أكثر من 100 آلية عسكرية و100 دراجة نارية، والاستيلاء على 13 آلية و11 دراجة نارية، فضلاً عن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، من بينها 50 بندقية كلاشينكوف، و5 قاذفات RPG، و9 رشاشات ثقيلة من نوع بيكا، ومدفعية هاون عيار 60 ملم، و93 صندوق ذخيرة.

تدمير مقرّ حكومي بالكامل في كايس
وأبرز ما في هذه الهجمات، بحسب البيان، هو تدمير مقر الحكومة في مدينة كايس “تدميرًا كاملًا”، حيث وصفته الجماعة بأنه “أصبح أثرًا بعد عين” بعد اقتحامه من قبل مقاتليها.
قراءة في التصعيد
تشير هذه الهجمات إلى تصعيد جديد في قدرات وتخطيط الجماعة، التي ما تزال قادرة على تنفيذ عمليات منسقة ومعقدة في مناطق مختلفة ومتباعدة، ما يطرح تحديات كبيرة أمام الجيش المالي وقوات الدعم الإقليمي والدولي، بما في ذلك الفيلق الإفريقي.