
ندّد البكري غومة، أمين العقال وأعيان منطقة طاسيلي ناجر بالجنوب الجزائري، بما ورد في بعض التقارير الإعلامية الدولية التي اتهمت التوارق بالانخراط في الأزمة الليبية، ووصفتهم بـ”المرتزقة”، مؤكدًا رفضه القاطع لمثل هذه المزاعم التي تمسّ مكونًا أصيلًا من شعوب المنطقة.
وفي تصريح أدلى به، جدد غومة تضامنه الكامل مع الشعب الليبي الشقيق، مؤكداً دعم سكان الجنوب الجزائري، وخصوصًا مكون التوارق، لكل مساعي التهدئة والمصالحة الوطنية في ليبيا، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الاصطفاف أو التوظيف السياسي والهوياتي في النزاعات المسلحة.
وقال غومة، الذي يشغل أيضًا عضوية مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي: “نرفض رفضًا قاطعًا الزج بأمة التوارق في أتون النزاعات، أو تقديمها كأداة في صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل. نحن دعاة سلم، ورصيد تاريخي في ربط الجسور بين الشعوب، لا في تفجيرها.”
تمسك بالموقف الجزائري الثابت
وأكد أمنوكال أزجر تمسكه التام بالثوابت الدبلوماسية التي تنتهجها الجزائر، والمبنية على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها، والدعوة إلى الحوار والحلول السلمية كسبيل وحيد لإنهاء الأزمات.
وأضاف: “إن أمة الطوارق، التي عُرفت بالحكمة، والكرم، والاعتدال، لم تكن ولن تكون أداة في أيدي من يسعون لتأجيج العنف أو زعزعة استقرار الشعوب. التوارق كانوا دوماً ركيزة للسلام، لا طرفًا في الفتن.”
شراكة أمنية جديدة بين الجزائر وسويسرا في المجال الشرطي
دعوة للإعلام الدولي: كفّوا عن شيطنة التوارق
ووجّه غومة انتقادًا لاذعًا للجهات الإعلامية التي روّجت لما وصفه بـ”الافتراءات الخطيرة”، داعيًا إياها إلى الالتزام بالمعايير المهنية في التغطية الصحفية، وتحمّل مسؤوليتها الأخلاقية عند تناول قضايا الشعوب والمكونات الثقافية والعرقية.
وقال بهذا الخصوص: “تلك التقارير تفتقر إلى الحد الأدنى من المصداقية، وتمثل إساءة بالغة للطوارق كهوية وتاريخ مشترك عبر الحدود، وتهدد بإشعال فتنة تهدد وحدة الصف الوطني الليبي، وتعرقل جهود السلام والمصالحة.”
رسالة سلام من قلب الصحراء
وختم أمين العقال البكري غومة رسالته بدعوة كافة الأطراف في ليبيا إلى نبذ الفرقة والعنف، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية، مؤكدًا أن الجنوب الجزائري، بتنوعه العرقي والثقافي، يظل مع الاستقرار في الجوار، وضد كل محاولات التأجيج والتشويه.
إنها صرخة وعي ومسؤولية من عمق الصحراء الجزائرية، تُذكّر الجميع بأن التوارق ليسوا ورقة يُتلاعب بها في أجندات الحرب، بل هم دعاة سلام حقيقي، جذورهم في الأرض وقلوبهم على وحدة الشعوب.
المصدر : الجنوب الكبير