
اشتكى سكان في مناطق أزواد وماسينا من المعاملة القاسية التي يتعرضون لها على يد مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، في ظل مناخ من الخوف والرعب اليومي بسبب انتهاكات هذه القوات.

ونقلت مجلة “جون أفريك” الفرنسية شهادات لسكان من مدن ليري، ميناكا، سيفاري، وغاو، أكدوا فيها التعامل الوحشي الذي يمارسه مرتزقة فاغنر، بما في ذلك التفتيش المهين، المراقبة المستمرة، الاعتقالات التعسفية، وتفتيش المنازل دون أوامر قضائية، فضلًا عن العنف الجسدي والمعنوي.
شهادات صادمة: “فاغنر أسوأ من الجهاديين”
- ميمونة، إحدى سكان ليري، روت كيف قام عناصر فاغنر بنزع حجابها وتمزيقه لاستخدامه في تقييد رجل اعتقلوه أمامها، فقط لأنه استخدم هاتفه عند مرور سيارة روسية!
- قال أحد سكان ميناكا: “فاغنر أسوأ حتى من الجهاديين… نحن نخشى حتى التنفس”، مشيرًا إلى أن الخوف من الجهاديين كان يقتصر على عقوبات مثل الجلد، بينما يُمارس المرتزقة عنفًا عشوائيًا لا يُحتمل.
- في سيفاري، عبّر السكان عن خوفهم من “أشخاص لا يفهمون لغتهم”، مؤكدين أن وجود فاغنر أصبح مصدر إزعاج يومي.
تراجع الهجمات الجهادية… لكن بثمن باهظ
رغم اعتراف بعض السكان بتراجع الهجمات الجهادية في بعض المناطق، إلا أنهم يرون أن الثمن المتمثل في انتهاكات فاغنر مرتفع جدًا، حيث لم يعد الأمان يعني غياب الخوف.
الصمت الرسمي والواقع المرير
بينما تروج الحكومة المالية للتعاون مع روسيا على أنه “إستراتيجي وسيادي”، يطالب السكان المحليون بحقهم في إدانة فظائع فاغنر، كما فعلوا سابقًا مع القوات الأجنبية الأخرى. ونقلت المجلة عن مسؤول في غاو قوله: “لا أحد يعارض التعاون مع روسيا، لكننا نريد التحدث عما تفعله فاغنر”.
يُذكر أن وجود فاغنر في مالي يثير جدلًا دوليًا حول دورها في بسط النفوذ الروسي بأفريقيا، بينما يعاني السكان من تبعات هذا التواجد الذي يوصف بـ”الكابوس اليومي”.
المصدر: جون أفريك