
في تصعيد جديد للعنف الممنهج ضد المدنيين في منطقة أزواد، تعرضت قرية زرهو في إقليم تمبكتو لهجوم وحشي يوم الجمعة 11 أبريل 2025، نفذته قوات عسكرية مالية مدعومة بمرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية. الهجوم، الذي شنه طابور عسكري مشترك، أسفر عن تدمير القرية، واعتقال عشرات المدنيين، بينهم إمام المسجد، وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة، فضلاً عن نهب الممتلكات وإحراق المنازل والسوق.
تفاصيل المجزرة
وفقاً لشهود عيان، بدأ الهجوم بقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة، تلا ذلك اجتياح القرية، حيث قامت القوات باعتقال عشوائي لأكثر من عشرين شخصاً، وتعرض المعتقلون للتعذيب قبل إطلاق سراح بعضهم. كما أقدمت القوات على إحراق منازل القرية وتدمير سوقها، مما أدى إلى تشريد العائلات وتدمير مصادر رزقهم. ولم تكتفِ القوات بذلك، بل استهدفت حتى المواشي التي كانت تروي عطشها، حيث قامت بقتل بعضها وسرقة البعض الآخر.
وفي نفس اليوم، وفي منطقة نيونو، تعرض مسافرون في خمس مركبات قادمة من فاسالا للاعتداء والاحتجاز التعسفي من قبل دورية عسكرية، حيث تعرضوا للتعذيب قبل إطلاق سراحهم بعد ساعات.
سياسة التطهير العرقي الممنهج
تندرج هذه الأحداث ضمن حملة تطهير عرقي ممنهجة تقودها المجلس العسكري في باماكو ضد سكان أزواد، بدعم من مرتزقة فاغنر. هذه الهجمات ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب المدنيين وطردهم من أراضيهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
إدانة دولية صامتة
تُدين جمعية “كل-أكال“ بشدة هذه الجرائم، وتطالب المجتمع الدولي بكسر صمته تجاه الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها شعب أزواد. فالصمت الدولي يشكل تواطؤاً ضمنياً مع نظام باماكو، مما يجعله شريكاً في هذه الجرائم.
وتؤكد الجمعية على ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر، ومحاكمتهم أمام العدالة. كما تُجدد التزامها بتوثيق كل الانتهاكات في أزواد، بغض النظر عن مرتكبيها، وذلك من خلال شبكة من النشطاء المحليين والمصادر الموثوقة.
نداء عاجل
تدعو جمعية “كل-أكال” المنظمات الحقوقية والإنسانية والدول الضامنة للسلام إلى الضغط على النظام العسكري في مالي لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين الأبرياء. كما تحث على تقديم مساعدات عاجلة للناجين، وإعادة إعمار القرى المدمرة.
إن ما يحدث في زرهو ونيونو ليس سوى حلقة أخرى من حلقات العنف الممنهج، والذي يجب أن يُوقف قبل أن يتحول إلى إبادة جماعية تُضاف إلى سجل الإنسانية الأسود.