



يحتفل الشعب الأزوادي اليوم في مدينة كيدال عاصمة الصمود بالذكرى العاشرة لانطلاق العمليات التحررية لدولة أزواد من الجيش المالي المستعمر
بدأت الثورة بعودة آلاف الأزواديين من ليبيا إلى إقليم أزواد وبحوزتهم أسلحة ثقيلة لم تشهدها منطقة الساحل من قبل عام 2011 م، لينضموا للحركة الوطنية لتحرير أزواد . وفي 17 يناير 2012 م بدأت الحركة الوطنية لتحرير أزواد هجوما استغرق أسابيع على مدن تساليت وأجلهوك ومنكا ، وبعد قيام النقيب أمادو سانوغو بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أمادو توماني برفقة ضباط آخرين متوسطي الرتب، استثمرت الحركة الوطنية لتحرير أزواد حالة الفوضى التي نتجت عن الانقلاب لتبدأ الفصل الأخير من ورابع ثورة كبيرة في تاريخ ازواد، وقد أفضى في غضون ثلاثة أشهرإلى تحريرها مناطق كيدال وتمبكتو وغاو
وبعد شهرين من اندلاع المعارك أعلنت الحركة أنها سيطرت على نحو 70% من أراضي الإقليم الذي يمثل نحو ثلثي التراب المالي، وأنها “ماضية في نضالها لتحرير كامل التراب الأزوادي بغض النظر عمن يحكم مالي”، مطالبة العالم الخارجي ودول الجوار بشكل خاص “بتفهم المطالب المشروعة للشعب الأزوادي في تقرير المصير، وإنهاء الظلم والمعاناة التي واجهها طوال العقود الماضية”.
وفي 6 أبريل/نيسان 2012 أعلنت “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” استقلال المناطق التي سيطرت عليها في إقليم أزواد تحت اسم “جمهورية أزواد” مشيرة إلى رغبتها في إقامة دولة علمانية. وقد ناشد الأمين العام للحركة بلال الشريف -في بيان أصدره- دول العالم الاعتراف باستقلال بلاده وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها.
وقالت الحركة إنها قررت بشكل أحادي وقف العمليات العسكرية نزولا عند طلب المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة وفرنسا ودول المنطقة، داعية دول الجوار والمجتمع الدولي إلى حماية “شعب أزواد” من أي اعتداءات في مالي.
الأسباب الرئيسية للثورة
عاش الشعب الأزوادي عقودا من التهميش والذل والمهانة من قبل حكومة بماكو ، فمنذ استقلال مالي عن فرنسا لم تقم بأي مشروعات تنموية في مناطق أزواد، بل قمعتهم عندما قاموا بثورات احتجاجا على أوضاعهم المأساوية، فعندما قام الطوارق بثورة كيدال في عام 1963 م، قامت الدولة المالية بقمع ثورتهم، وأبادت مواشيهم وسممت آبارهم وبطشت بهم ، وعندما قاموا بثورة 1990، ارتكبت ضدهم القوات المالية أبشع الجرائم، فلم يعد أمامهم للخلاص من هذه الحال سوى الثورة