
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v80), quality = 90?
لقي 40 عنصرًا من الجيش البوركيني مصرعهم في هجوم واسع شنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يوم الاثنين 28 يوليو 2025 على ثكنة عسكرية في بلدة دارغوي بولاية كيا. وأسفرت العملية عن اغتنام 3 رشاشات ثقيلة من نوع “بيكا”، و42 بندقية كلاشنيكوف، و9 دراجات نارية، إضافةً إلى كميات من الأمتعة والمؤن العسكرية، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها البلاد هذا العام.


وبينما تؤكد هذه العملية الخطيرة قدرة الجماعة على إيقاع خسائر جسيمة في صفوف القوات النظامية، جاءت ضمن سلسلة من ثماني هجمات متزامنة تقريبًا نفذتها الجماعة خلال 24 ساعة، استهدفت مالي وبوركينا فاسو والنيجر على التوالي، في تصعيد يُنذر بتحول نوعي في تكتيكاتها واستراتيجيتها.
عمليات منسقة في مالي
في الجارة مالي، استهدفت الجماعة صباح الثلاثاء 29 يوليو مركز حراسة للجيش المالي في قرية كواكورو بولاية موبتي، قبل أن تنفذ هجومًا آخر باستخدام عبوة موجهة ضد آلية عسكرية عند بوابة بارغون (داغا) شمال مدينة موبتي، ما دفع الجيش المالي للرد بإطلاق نار كثيف من مختلف المحاور.
ولم يقتصر التصعيد على الشمال؛ فقد شنت الجماعة مساء الاثنين 28 يوليو هجومًا بعبوة موجهة استهدف آلية عسكرية تابعة للجيش المالي ترافقها عناصر من الفيلق الروسي بين منطقتي كوتيالا وسيكاسو جنوبي البلاد، في إشارة إلى توسع دائرة العمليات جغرافيًا.
هجمات مركّزة في بوركينا فاسو
إلى جانب الهجوم الدموي في دارغوي الذي أودى بحياة 40 جنديًا، شنت الجماعة الثلاثاء 29 يوليو تفجيرًا استهدف دورية عسكرية بوركينية بعبوة ناسفة بين منطقتي بغاسالوغو وفونسا بولاية كيا. كما سيطرت عناصرها في صباح اليوم نفسه على مقر ميليشيات محلية موالية للجيش في بلدة سولي بمحافظة لوروم، بينما وقع انفجار آخر استهدف آلية عسكرية في قرية دياري بالمحافظة نفسها ظهر الاثنين.
هذه الهجمات المركّزة على مواقع عسكرية ونقاط دعم لوجستي تعكس مسعى واضحًا لإضعاف الانتشار العسكري البوركيني في المناطق الشمالية والشرقية.
ضربة في النيجر
في النيجر أيضًا، سيطرت الجماعة صباح الاثنين 28 يوليو على نقطة عسكرية في بلدة نمارو بولاية تيلابيري قرب المثلث الحدودي مع مالي وبوركينا فاسو، وهي منطقة تُعرف بكونها معقلًا للنشاط المسلح العابر للحدود.
دلالات استراتيجية لهذا التصعيد
يرى مراقبون أن هذه العمليات تمثل محاولة منسقة لاستنزاف قوات جيوش الساحل وإظهار مرونة وقدرة الجماعة على تنفيذ هجمات في مناطق متباعدة خلال وقت قصير. ويهدف هذا التكتيك إلى:
- إرباك الخطط الدفاعية لجيوش المنطقة؛
- تقويض سيطرة الدولة على النقاط الحدودية والمراكز الريفية؛
- والاستيلاء على أسلحة ومعدات لتمويل عمليات جديدة.
كما يشير لجوء الجماعة إلى العبوات الموجهة والناسفة إلى تطور تقني في القدرات القتالية، ما يزيد من خطورة الهجمات ضد الدوريات والآليات المدرعة.
خلاصة
يشكل مقتل 40 جنديًا بوركينابي في دارغوي ذروة موجة غير مسبوقة من العنف المسلح في منطقة الساحل، تخللها ثماني هجمات متنوعة خلال أقل من يوم واحد شملت مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ويكشف هذا التصعيد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لا تزال تحتفظ بقدرات عالية على التخطيط والتنسيق، رغم الضغوط العسكرية، ما ينذر بمزيد من الهجمات خلال الفترة المقبلة.