
13 يونيو 2025 – كيدال، أزواد
أعلن باي أغ محمد، قائد معركة أنو ملان التابعة لدائرة أجلهوك، حسم المعركة التي اندلعت صباح اليوم الجمعة لصالح قوات “جبهة تحرير أزواد”، مؤكداً انتصارهم الكامل على قوات “الفيلق الإفريقي” المدعوم من روسيا، والجيش المالي، في واحدة من أعنف المعارك التي شهدها أزواد منذ إعلان انسحاب فاغنر
وقال أغ محمد، في مقطع متداول ، إن “الجيش الأزوادي ألحق هزيمة ساحقة بالقوات الغازية”، مضيفاً أن “المعركة انتهت لصالح شعب أزواد”. كما بشر الشعب الأزوادي بـ”انتصارات قادمة” داعياً في الوقت نفسه شباب أزواد إلى “التعبئة العامة لطرد الغزاة من أرض أزواد”.
السيطرة على القافلة
وكانت المعركة قد اندلعت في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، عندما شنت قوات جبهة تحرير أزواد هجوماً واسع النطاق على قافلة لوجستية للقوات المالية والفيلق الإفريقي، مكونة من 25 شاحنة، أثناء عبورها محيط منطقة أنو ملان.
وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرات المرتزقة الروس والجنود الماليين و استيلاء المقاتلين الأزواديين على 20 شاحنة لوجستية، وخمس سيارات عسكرية بينها مدرعة صينية. بينما تمكنت 5 مركبات من الانسحاب باتجاه مدينة أجلهوك، تحت غطاء جوي مكثف، وهي تحمل عدداً من القتلى والجرحى.
وجاء هذا الهجوم بعد يوم واحد من كمين نفذته القوات الأزوادية في 12 يونيو بمنطقة “تاجمرت”، أسفر عن تدمير أربع سيارات عسكرية للجيش المالي، بينها حاملة سيارات، ومقتل عدد كبير من الجنود الماليين ومقاتلي الفيلق الإفريقي.
بيانات متضاربة
ورداً على هذه التطورات، نفى الجيش المالي عبر بيان رسمي تعرضه لأي هجوم في طريق أجلهوك، مدعياً أن الوضع “تحت السيطرة”، وأن القافلة “مؤمّنة بالكامل”. لكن المقاطع المصورة التي نشرها نشطاء أزواديون على نطاق واسع فندت هذه الرواية، حيث أظهرت عدداً من العربات العسكرية وهي تحترق، إضافة إلى وجود أسرى وآليات مصادرة.
من جهته، أقر الفيلق الإفريقي بهزيمته في معركة تاجمرت يوم الخميس، معترفاً بسقوط عدد من عناصره، إلا أنه قلل من أهمية الهجوم، قائلاً في بيان إن “الرجال القلائل الذين فقدناهم سيتم استبدالهم”، مضيفاً: “سنستعيد كامل مالي وسنحمي مصالح روسيا في قطاع التعدين”.
تصعيد محتمل
ويرى مراقبون أن إعلان الانتصار الأزوادي في أجلهوك قد يشكل نقطة تحول في الصراع الدائر في أزواد، لاسيما بعد الدعوة إلى “التعبئة العامة”، ما قد ينذر بموجة تصعيد جديدة بين القوات الأزوادية من جهة، والجيش المالي والفيلق الإفريقي من جهة أخرى، و استمرار العمليات العسكرية ولايات أزواد: كيدال وتمبكتو و غاو و توديني و مينكا و دوانزا
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل تقلبات استراتيجية متزايدة، مع إعادة انتشار للقوات الأجنبية، خاصة الروسية، وتراجع الوجود الفرنسي، مما يعيد رسم خريطة النفوذ العسكري والسياسي في المنطقة.