شهدت مالي صباح السبت 6 ديسمبر 2025 منعطفًا جديدًا في أزمة الوقود المتفاقمة، مع إعلان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مسؤوليتها عن تنفيذ كمين استهدف رتلًا للجيش المالي كان يرافق قافلة صهاريج قادمة من ساحل العاج قرب منطقة بوغوني.
وبحسب تسجيلات مصورة ومصادر محلية، أسفر الهجوم عن إحراق عشرات الصهاريج على الطريق الرابط بين بوغوني وباماكو، فيما تشير تقديرات ميدانية إلى أن عدد الصهاريج المدمّرة يتجاوز المئة من أصل القافلة التي كانت تضم نحو 200 صهريج وقود.
هذا الهجوم يُعد الأول من نوعه منذ ما يقرب من شهر، إذ كانت الجماعة قد توقفت عن استهداف شحنات الوقود منذ آخر عملية نفذتها قرب كاتي في 6 نوفمبر 2025.
وتشير معلومات من مصادر أمنية وإعلامية ومحلية عن وجود هدنة غير معلنة بين الجماعة والمجلس العسكري، تتضمن – وفق تلك المصادر – وقف الهجمات على الصهاريج مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الجهاديين في سجون باماكو والتي انتهت أمس الجمعة 5 ديسمبر ليتم اليوم استئناف الجهمات.
حصار الوقود… الجذور والتداعيات
تعود بداية أزمة الوقود الخانقة إلى مطلع سبتمبر 2025، حين أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فرض حصار شامل على وصول الوقود إلى العاصمة من الاتجاهات الثلاثة: السنغال، ساحل العاج، وغينيا. ومنذ ذلك الحين، تعرّضت قوافل الصهاريج لهجمات متكررة أسفرت عن إحراق مئات الشاحنات، ومقتل وإصابة عشرات الجنود والسائقين، إلى جانب اعتقال بعض أفراد الطواقم.
تسبّب هذا الوضع في نفاد الوقود من 90% من محطات باماكو، ما أدى إلى شلل شبه كامل في قطاعات التعليم والخدمات الأساسية وتوليد الكهرباء. أما المدن البعيدة مثل موبتي وسان وبلا، فقد عاشت أشهرًا دون وقود أو كهرباء، قبل أن تتمكن قوافل محدودة من الوصول خلال الأسبوع الماضي… لتعود الأزمة مجددًا اليوم مع تجدد الهجمات.
المرحلة الثانية من الحصار
جاء الهجوم الجديد بعد إعلان الناطق باسم الجماعة عن بدء “المرحلة الثانية” من حصار الوقود، مؤكدًا أن السائقين سيُعاملون من الآن فصاعدًا باعتبارهم كجنود ومهددًا بتنفيذ الإعدام بحقهم في أي هجوم مقبل.
كما وجّهت الجماعة إنذارًا مباشرًا إلى شركة NDC، المورّد الرئيسي للوقود إلى مالي، داعيةً إياها إلى التوقف الفوري عن توريد الوقود وإلا ستصبح هدفًا لعملياتها.
