أطلقت طائرات مسيرة تابعة للجيش المالي، بمساندة عناصر أجنبية من الفيلق الإفريقي، صباح الاثنين 13 أكتوبر 2025، هجوماً جوياً استهدف السوق الأسبوعي في قرية مادجاكوي الواقعة بمنطقة تمبكتو في أزواد، وذلك في وقت الذروة الذي كان يشهد اكتظاظاً كبيراً بالسكان المحليين والمتسوقين. بحسب شهود عيان ومصادر محلية، أسفر القصف عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، فيما يرجح ارتفاع عدد القتلى خلال الساعات القادمة نظراً لوجود العديد من الإصابات الحرجة بين الجرحى.
من بين الضحايا، التاجر أوفن أغ هواوا الذي كان في السوق وقت وقوع الهجوم، فيما أصيب شقيقه الأصغر الحسن أغ هواوا بجروح بالغة . كما أدى القصف إلى إصابة صفرين بحروج خطيرة و تدمير مركبة مدنية كانت تنقل بضائع وحرقها بالكامل وسط حالة من الذعر بين الأهالي الذين هرعوا لإخلاء المنطقة بعد وقوع الانفجارات.
الهجوم الأخير يأتي في ظل تصاعد العمليات العسكرية الجوية في أزواد، حيث نفذت القوات المالية، خلال الفترة الممتدة بين 2023 و2025، مئات الغارات الجوية باستخدام طائرات مسيرة في مناطق أزواد، ما أسفر بحسب منظمات حقوقية ونشطاء محليين، عن سقوط نحو ألف قتيل من المدنيين العزل، بينهم نساء وأطفال. تتركز هذه الضربات على الأسواق الأسبوعية، التجمعات السكنية، المستشفيات، المساجد، إضافة إلى سيارات النقل ومناطق التعدين الأهلي للذهب، ومن النادر إستهداف المسلحين بهذه الغارات التي تتركز أساسا على المدنيين.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن القوات المالية غالباً ما تنفذ ضرباتها الجوية دون التحقق من وجود أهداف عسكرية واضحة في منطقة القصف، حيث يتم استهداف مواقع مدنية مكتظة بالسكان. في هجوم سوق مادجاكوي اليوم، لم تتوفر مؤشرات تدل على وجود مسلحين أو معدات عسكرية في الموقع. واستنكر ناشطون الحادثة، محذرين من أن استمرار استهداف المدنيين قد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان الشعبي ويزيد معاناة سكان أزواد الذين يعانون أزمات إنسانية متراكمة.
جدير بالذكر أن القوات المالية تعتمد منذ عامين تكتيك الضربات الجوية بدعم تقني من عناصر أجنبية، أبرزهم عناصر مجموعة “فاغنر” الروسية الني تحولت يونيو 2025 الى الفيلق الإفريقي، و الطائرات المسيّرة التركية التي تقصف المدنيين، بينما يواصل الجهاديين حصار بماكو وعدد من المدن في مالي دون أي غارات أو ضربات جوية ضدهم.
