تقديم
ليس النجاح في المهن محصورا في معناه المجمل على أن يكون لك من عائداتها المادية حظا وافرا، بقدر ما هو محصور في الوصول إلى الغاية المطلوبة منها، والتي قد تكون شيئا غير الدراهم، مثل اتقانها الكامل، وممارستها الدائمة بحب وإخلاص.
وهذا بالطبع ما حاز زميلنا الصحفي ـ الناجح بقدرة الله ـ الأستاذ عمر محمد الأنصاري، في مهنة الصحافة والإعلام، فقد كان متقنا لمختلف الأعمال الصحفية، ومتعلقا بممارستها بحب وإخلاص منقطعي النظير منذ نعومة أظافره.
وقد كان مما دعاني لكتابة هذه المسودة المتواضعة في سيرته الذاتية
وأعماله الصحفية، محبة أن أكون عونا له على تحقيق هدف النجاح الذي
طالما ظل أمله المنشود طيلة ما أمضى من الحياة.
وها أنا اليوم قد كتبت ما تيسر من سيرته في أوراق قليلة، أجملتها في مقدمة، ومحور أول في سيرته، ومحور ثاني في أعماله ووظائفه، ثم خاتمة.
سيرته الذاتية
الإسم: عمر ابن محمد بن أكحتي محمود، من عائلة أبناء عثمان، إحدى أعرق العائلات المكونة لقبيلة “كلنتصر” الأنصاريين.
مكان وتاريخ الميلاد: ولد عمر الأنصاري عام 1993، بضواحي بئر إنوشف، بصحراء قرية زرهو، الواقعة شرق جوهرة الصحراء مدينة تينبكتو بشمال جمهورية مالي (أزواد).
المسيرة التعلمية: بدأ عمر الأنصاري مسيرته التعلمية بالمرحلة الإبتدائية، في مدرسة الفلاح بإيبنغ، حيث قرأ بها القرآن على يدي محمود صالح
الأنصاري، ثم بعدها المرحلة الإعدادية بمدرسة إمنآغاتا حيث درس بها السيرة النبوية، والفقه، والتوحيد والتربية الإسلامية والمدنية، ومبادئ في علم الصحافة.
كان خلال هذه الفترة ـ وهو صغيرـ يحب الإعلام بشغف، فكان يقلد بث نشرات قناة الجزيرة، ويحاكي أكابر الصحفيين فيها، من أمثال عبد القادر عياض، وفيصل القاسم، في الاتجاه المعاكس، وله في ذلك فيديوهات مسجلة تأسر القلوب روعة وفكاهة، وربما قد حصلت الجزيرة على نسخ منها.
وفي بداية أحداث الربيع العربي2011 انقطع عن الدراسة شيئا ما، وبدأ في أخذ فكرة الإعلام؛ نتيجة لما يدور في العالم العربي من أحداث سياسية آنذاك، فبدأ الناس المعجبون به يسجلون منه مقاطع الفيديو، للاستمتاع بمواهبه العجيبة، في اتقان محاكات أكابر الصحفيين، فكان يقلد الموريتاني ابيب ولد امهادي، لا سيما فيما يتعلق بأحداث الشمال المالي أزواد.
في 2012 وبعد سيطرة الجماعات المسلحة على شمال مالي (أزواد) بدأ بتجربة حظه في السفر بين عواصم الشمال الإفريقي، فقاده حلم النجاح في الإعلام إلى الجزائر أولا، ثم ليبيا بعدها حيث استمر به المطاف فترة من الزمن، وهناك شارك في الكثير من الدورات التكوينية والتدريبية في مجال الإعلام والمعلومات.
اعماله ووظائفه
في بداية عام 2014 بدأت مواهب عمر الأنصاري تلفت إليه انظار العاملين
بمجالات الإعلام والمعلومات والبرمجة، فكان من أولهم في ذلك وكالة أنباء التضامن SNA التي وظفته كمقدم أخبار، ومصور، وخلال فترة عمله فيها نمى الكثير من مواهبه العلمية، عبر الشبكة العنكبوتية، لا سيما في مجالي الإعلام والمعلومات والبرمجة فاستطاع النجاح في إنشاء المواقع الإلكترونية، والتطبيقات البسيطة، إضافة إلى القرصنة الأخلاقية وكان بها إلى غاية نهاية عام 2017.
وفي عام 2016 قام عمر بإعداد فيلم وثائقي قصير، بعنوان: “صور من الواقع” لمؤسسة التنمية والإعمار الدولية بمالي.
وفي بداية 2018 عاد إلى وطنه الحبيب، مصطحبا معه هذه المواهب والخبرات، آملا أن يؤسس لنفسه مستقبلا مهنيا مليئا بالنجاح والإنجازات، فاتخذ من مدينة كيدال مقرا أوليا لمزاولة أعماله.
وفي نهاية 2018 بهذه المدينة ـ افتتح لنفسه مكتبا متواضعا تحت اسم: “الأنصاري للتصوير الفوتوغرافي والبرمجة” واشتهر ذالك المكتب خلال ثلاثة أشهر فقط من العمل داخل ولاية كيدال.
وفي مارس 2020 تحصل على شهادة من معهد الجزيرة للإعلام في دورة “كيف تكون مؤثرا في الإعلام الاجتماعي” عبر التعليم الإلكتروني كما حاز على شهادة أخرى في دورة منتاج بالمعهد عبر التعليم الإلكتروني بعنوان “المنتاج رؤية تقنية وإبداعية”
فكانت له علاقات مهنية ممتازة مع الكثير من المؤسسات والمنظمات بمدن الشمال المالي، فكان منذ مجيئه لكيدال أحد المذيعين الرسميين بإذاعاتها، حتى صار موظفا في شبكة راديو وتلفزيون مالي ORTM ومن خلال العمل في تلك الإذاعات تعرف على رئيس المجلس الأعلى لوحدة أزواد السيد العباس أغ إنتالا، الشيء الذي قاده لأن يتخذ من كيدال مسكنا حتى أصبح من أحد أكابر المسؤوليين الإعلامين في المنطقة، واليوم يأمل أن يصل لكل منصب سامي.
الخاتمة
إلى هنا أنهي ما بدأته من الكتابة في سيرة الصديق عمر محمد الأنصاري داعيا له الله بالتوفيق والنجاح، وموصيا له بكل تحضيض أن يواصل في العمل المثابر، حتى الوصول إلى الهدف المطلوب، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كتبه وقدمه عمر بادي الكنتي