
شهدت بوركينا فاسو صباح اليوم الجمعة، 10 أكتوبر 2025، تصعيداً جديداً في وتيرة الهجمات المسلحة شمال البلاد، بعدما أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سيطرتها على نقطتين عسكريتين للجيش البوركيني في ضواحي مدينة جيبو بمحافظة سوم.
وقالت الجماعة في بيان نشر عبر قنواتها الإعلامية إن مقاتليها شنوا فجر اليوم هجوماً منسقاً على موقعي الجيش، تمكنوا خلاله من “السيطرة الكاملة عليها” ، في حين تحدثت مصادر محلية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية، مشيرة إلى أن كثيراً من الجنود انسحبوا من مواقعهم تحت ضغط الهجوم.
تكرار الهجمات في جيبو
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر على عملية مشابهة استهدفت ثلاث نقاط عسكرية للجيش البوركيني في جيبو بتاريخ 17 سبتمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل ثمانية جنود واغتنام أسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مدفع دوشكا، وقاذفات آر بي جي، ومدافع هاون، وبنادق آلية، بالإضافة إلى طائرة مسيّرة من نوع “دي جي آي”. وأضافت تقارير ميدانية أن الجماعة استخدمت طائرات مسيّرة في المراقبة والاستطلاع لتحديد مواقع الجيش قبل تنفيذ الهجوم، الأمر الذي يعكس تطور قدراتها العملياتية والتقنية في الميدان.
تصعيد غير مسبوق منذ مايو الماضي
ويعتبر الهجوم الأخير امتداداً لسلسلة عمليات واسعة نفذتها الجماعة هذا العام، كان أبرزها في 11 مايو 2025 عندما أعلنت مسؤوليتها عن مقتل نحو 200 جندي بوركيني في هجوم كبير على ثكنة بمدينة جيبو نفسها، تخلله السيطرة على تسع نقاط عسكرية في محافظات سوم، بام، لوروم، وكيا خلال يوم واحد فقط. وأكدت الجماعة حينها اغتنامها كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر، من بينها مدافع هاون، ورشاشات ثقيلة، وعشرات الدراجات النارية والآليات العسكرية.
تدهور أمني مستمر في إقليم الساحل
تشهد بوركينا فاسو منذ عام 2015 تصاعداً في الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، خصوصاً في شمال البلاد وشرقها. وتعد محافظة سوم أبرز بؤر التصعيد، حيث تواجه القوات الحكومية صعوبات متزايدة في تأمين المدن الرئيسية مثل جيبو، رغم حملات التعبئة التي أطلقتها السلطات لدعم الجيش بالمتطوعين والمقاتلين المحليين.
ويرى محللون أن استمرار العمليات الواسعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في هذه المناطق يشير إلى توسع نفوذها الميداني، وتراجع قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة، في وقت تواجه فيه الحكومة البوركينية تحديات متراكمة تتعلق بتأمين الطرق، وحماية المدنيين، وتوفير الإمدادات إلى المدن المحاصرة شمال البلاد.