
شهدت مناطق واسعة من إقليم أزواد المحتل يومي الأحد والاثنين 21-22 سبتمبر 2025 سلسلة غارات جوية نفذها الجيش الأزوادي ضد تجمعات الجيش المالي وحلفائه من القوات الروسية والإفريقية، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات الرسمية بالذكرى الخامسة والستين لاستقلال مالي. وأفادت مصادر محلية أن هذه العمليات شملت تساليت وغوندام وأجلهوك، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة.

في مدينة تساليت، استهدفت الطائرات المسيّرة الأزوادية مرتين تجمعاً لجنود ماليين وروس داخل مقر مفوضية الشرطة أثناء الاحتفال بالعيد الوطني. وأكدت المصادر أن الضربتين تسببتا في حالة فوضى ورعب بين الحاضرين، الذين تفرقوا بشكل عشوائي هرباً من النيران، وسط أنباء عن خسائر بشرية معتبرة لم يكشف بعد عن حصيلتها الدقيقة.
أما في مدينة غوندام بولاية تمبكتو، فقد طال القصف تجمعاً عسكرياً للجيش المالي والفيلق الإفريقي كان يقيم احتفالاً مماثلاً بالمناسبة نفسها. واعتبرت مصادر عسكرية من الجبهة أن استهداف هذا الموقع رسالة واضحة برفض الاحتفال بـ “الاستقلال الوهمي”، مؤكدة أن الاحتفالات لا يمكن أن تجري على “أرض أزواد المحتلة” “وتمر مرور الكرام”.
وفي معسكر أجلهوك بولاية كيدال، تعرضت القوات المالية لغارة مسيّرة مساء الأحد، بينما كانت تستعد للاحتفال بالذكرى الوطنية. وأوضحت مصادر محلية أن العملية سببت خسائر لم تعرف حصيلتها حتى الآن، ورسخت حضور الجيش الأزوادي في المنطقة، حيث أكد أنه قادر على استهداف أي موقع عسكري مالي في الإقليم.
تؤكد هذه الهجمات المتزامنة، وفق مراقبين، أن الجيش الأزوادي بات يمتلك قدرات قتالية متقدمة في مجال الطائرات المسيّرة، تسمح له بتنفيذ عمليات متفرقة ومتزامنة في ولايات كيدال وتمبكتو. كما تبرز هذه العمليات أن الجبهة لم تعد تكتفي بالدفاع عن مواقعها، بل انتقلت إلى استراتيجية هجومية تهدف إلى تقويض سيطرة باماكو على الولايات الأزوادية.
وتأتي هذه التطورات بعد 24 ساعة من تصريح المتحدث باسم جبهة تحرير أزواد لقناة “TV5 موند” يوم 20 سبتمبر الجاري، حيث أعلن بوضوح أن الجبهة تسعى إلى الاستقلال الكامل عن مالي وبناء دولة أزواد المستقلة، مؤكداً أن “هذا الحلم ظل يراود الأزواديين منذ عام 1957 حتى اليوم”.
ويشير مراقبون إلى أن تكرار الضربات الجوية في مدن مثل تساليت، أجلهوك، غوندام وليري، إضافة إلى استهداف الأرتال العسكرية في تاجمرت وألكت وسومبي، يكرّس واقعاً جديداً على الأرض. فالجبهة باتت قادرة على فرض معادلة الردع، وزرع القلق في صفوف الجيش المالي وحلفائه.