
قال والي إقليم موبتي في بيان رسمي إن كميات الوقود المتوفرة في المنطقة شهدت انخفاضًا حادًا، وهو ما دفع بعض الباعة إلى رفع الأسعار بشكل جنوني، مضيفًا أن هذه الأزمة لا تقتصر على موبتي فحسب بل تطال العديد من المدن المالية الأخرى.
هذه الأزمة تعود بشكل مباشر إلى سلسلة من الهجمات العنيفة التي نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. ففي 14 سبتمبر الجاري، أحرقت الجماعة أكثر من 130 شاحنة محملة بالبنزين على الطريق الرابط بين باماكو وكاي، كانت قادمة من السنغال، وذلك بعد إعلانها في مطلع الشهر فرض حظر شامل على دخول الوقود إلى مالي من الدول المجاورة: موريتانيا، السنغال، ساحل العاج وغينيا كوناكري.
ولم تتوقف الهجمات عند هذا الحد، ففي 20 سبتمبر، هاجمت الجماعة قافلة جديدة من شاحنات الوقود، حيث أحرقت 10 شاحنات بعد أن سكبت البنزين من بعضها على الأرض وأشعلت فيه النيران، و أدى الهجوم إلى مقتل عدد من الجنود المرافقين والسائقين وفرار أغلب الجنود المرافقين للقافلة وفق آخر المعلومات المتوفرة.
تداعيات هذه العمليات كانت كارثية على الداخل المالي: انقطاعات متكررة للكهرباء، موجات حر خانقة، ندرة حادة في الوقود، إلى جانب انفلات أمني يهدد حتى أبواب العاصمة باماكو. وزاد الوضع قتامة مع لجوء بعض التجار إلى المضاربة في الأسعار، ما أثقل كاهل المواطنين.
ويأتي كل ذلك بينما تحتفل مالي بذكرى استقلالها الـ65، في أجواء يغيب عنها الأمل ويهيمن عليها الظلام والحرارة وانعدام الأمن. أزمة تعكس فشل السلطة الانتقالية بقيادة الانقلابي عاصمي غويتا في تأمين الطرق الحيوية وضمان الحاجات الأساسية، وهو ما يفاقم حالة الاحتقان الشعبي ويضع البلاد أمام مفترق طرق مصيري.