
تومبكتو – 12 يوليو 2025
شهدت منطقة أزواد أسبوعًا داميًا، بعد سلسلة هجمات دامية نفذتها قوات الجيش المالي مدعومة بعناصر من “الفيلق الإفريقي”، الاسم الجديد لقوات فاغنر الروسية، وأسفرت عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، في عمليات وصفها نشطاء ومنظمات حقوقية بأنها ترقى إلى جرائم حرب وتطهير عرقي.
هجوم إغسان إن إيلوان: 7 قتلى مدنيين في عملية قمعية
صباح اليوم السبت 12 يوليو 2025، داهمت قوة مشتركة من الجيش المالي و”الفيلق الإفريقي” قرية إغسان إن إيلوان التابعة لبلدية غوسي بدائرة غورما تغاروست، ولاية تمبكتو.
وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، نفّذت القوات هجومًا شرسًا استخدمت فيه الذخيرة الحية، وأحرقت ممتلكات السكان، وسيارات مدنية، كما ارتكبت عمليات نهب واسعة.
أسفرت العملية عن مقتل 7 مدنيين، بينهم عامل صحي، إضافة إلى 11 جريحًا. وتشير مصادر ميدانية إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا.
ضربات جوية دامية في إندليمان
في اليوم السابق، الجمعة 11 يوليو، استهدفت طائرة مسيرة تابعة للتحالف المالي الروسي منطقة أضر نتكليت قرب إندليمان، وأسفرت الغارة عن مقتل 5 مدنيين (4 نساء ورجل مسن) وإصابة نحو 20 آخرين، بينما تحدثت تقارير غير مؤكدة عن قصف آخر قرب إضيلمان استهدف سيارة تقل مدنيين.
إعدامات ميدانية في غوندام
في يوم الثلاثاء 8 يوليو، نفّذت وحدات من الجيش المالي والفيلق الإفريقي إعدامات ميدانية بحق مدنيين في غوندام بولاية تمبكتو.
أفادت شهادات محلية بأن قوات الأمن اعتقلت عددًا من المدنيين الطوارق والفولان من السوق الأسبوعي، واقتادتهم إلى قاعدة إنكوركون، حيث أُجبر بعضهم على حفر قبورهم بأيديهم قبل أن يُعدموا رميًا بالرصاص.
ووفق معلومات أولية، بلغ عدد القتلى 13 مدنيًا من الطوارق والفولان، وسط غياب تام للتحقيق أو المحاسبة.
مجزرة في قرية سيلا: استهداف ممنهج للفولان
وفي يوم الأحد 6 يوليو، اقتحمت 12 مركبة عسكرية تابعة للجيش المالي والفيلق الإفريقي قرية سيلا شمال سومبي بولاية تمبكتو، وارتكبت مجزرة راح ضحيتها 9 مدنيين من قومية الفولان، حيث قتل 6 على الفور، وتم أسر 2، بينما لا يزال شخص واحد مفقودًا.
سياق خطير: عمليات الإرهاب تتحول إلى غطاء للتصفية
تشير مجمل هذه الهجمات إلى تصعيد منهجي في استهداف مجموعات عرقية بعينها، خصوصًا الطوارق والفولان والعرب، في ظل استخدام “محاربة الإرهاب” كذريعة لارتكاب انتهاكات جسيمة.
وأكدت منظمات حقوقية أن ما يحدث يُنذر بتحول هذه العمليات إلى جرائم تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
دعوات دولية عاجلة للتحقيق والمحاسبة
تطالب منظمات حقوقية دولية ومحلية بضرورة فتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، والعمل على حماية المدنيين في أزواد.
كما ناشدت المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، إلى عدم التزام الصمت، وتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية في وجه جرائم قد ترقى إلى الإبادة الجماعية.