
في تغطية نادرة وميدانية من عمق “الصراع المنسي” في أزواد ، بثّت قناة RTE تقريرًا وثائقيًا جديدًا مدته نحو 25 دقيقة، سلط الضوء على المقاومة المسلحة التي تخوضها جبهة تحرير أزواد ضد الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، الذين باتوا يُعرفون اليوم بـ الفيلق الإفريقي (Africa Corps).
معركة تينزواتين.. كسر الهيبة الروسية
ركّز التقرير على معركة تينزواتين التاريخية التي جرت في يوليو 2024 قرب الحدود الجزائرية، والتي مثلت نقطة تحوّل كبرى في مجريات الصراع، حيث تمكّن مقاتلو أزواد من إلحاق هزيمة ثقيلة بالجيش المالي ومرتزقة فاغنر، وأسفرت المعركة عن مقتل 84 مرتزقًا روسيًا وأسر ضابطين.
وفي تصريح لافت داخل التقرير، قال أحد المقاتلين الأزواد:
“حتى أوكرانيا لم يسبق لها أن قتلت هذا العدد من الروس في معركة واحدة.”
عبدالله.. وجه المقاومة في أزواد
من خلال قصة عبدالله، أحد مقاتلي الجبهة الذي فقد والده وشقيقه على يد القوات المالية ومرتزقة فاغنر، كشف التقرير كواليس صراع دموي ، وتحوّلات الحرب الحديثة التي يشهدها إقليم أزواد، حيث برزت الطائرات المسيرة التركية، والاستخدام التكتيكي لوسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين.
الطائرات المسيّرة بيد الأزواديين
أظهر التقرير لأول مرة وحدة مسيّرات تابعة للجيش الأزوادي، تنفّذ غارات دقيقة ضد مواقع الجيش المالي والفيلق الإفريقي في مناطق متعددة مثل تومبكتو، ليري، غوندام، تيساليت وأجلهوك. وتضمن التقرير توثيقًا لغارة جوية في ليري استهدفت شاحنات عسكرية داخل معسكر مشترك للجيش المالي وفاغنر في ليرى.
مجزرة أجدر.. الحقيقة على الأرض
توجّه فريق التصوير إلى موقع مجزرة أجدر التي وقعت بتاريخ 16 مارس 2025، حيث قُتل 18 مدنيًا وأصيب 7 آخرون نتيجة قصف جوي نفذته الطائرات المالية، وأدى لتدمير 3 مركبات مدنية، دون وجود أي تواجد عسكري في موقع الاستهداف وتم توثيق مكان الحادثة التي تتواجد فيه مخلفات الغارات من السيارات المدمرة و الحيوانات المقتولة.
كما تحدث أبوبكر ولد حمادي رئيس التجمع من أجل الدفاع عن الشعب الأزوادي خلال التقرير مستعرضا مجازر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر ضد المدنيين العزّل كما استعرض حصيلة مجزرة إجدر، وتطرق أبوبكر ولد حمادي إلى الحصيلة نصف السنوية للتجمع والتي وثقت إلى 355 حالة قتل و 2076 حالة سرقة ونهب للمتلكات و 304 حالة إعتقال و اختفاء
مخيم إمبرا.. منفى لا نهاية له
كما لفت التقرير المصور إلى مخيم إمبرا في موريتانيا، الذي يؤوي قرابة 150 ألف لاجئ أزوادي، بعضهم يعيشون هناك منذ عام 2012، بينما التحق بهم آخرون هربًا من المجازر التي يرتكبها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر منذ عام 2023 وحتى اليوم.
أرض معزولة عن العالم.. وكاميرا اخترقت الحصار
أوضح التقرير أن فريق التصوير اضطر إلى عبور الحدود خلسة من موريتانيا إلى أزواد، نظرًا لانعدام الوصول الرسمي للإعلام الدولي، لتوثيق هذا الواقع المخفي عن أنظار العالم. في ظل صمت دولي مطبق، لا تزال المأساة الأزواديّة تتفاقم، مع أكثر من 300 ألف لاجئ في موريتانيا وعشرات الآلاف من النازحين في الحدود الجزائرية يعيشون في ظروف إنسانية قاسية هربًا من بطش الحرب.