
أدانت جبهة تحرير أزواد، في بيان شديد اللهجة صدر يوم 27 يونيو 2025، المجازر البشعة التي ارتكبتها القوات المسلحة المالية (فاما) مدعومة بعناصر من الفيلق الإفريقي – التسمية الجديدة لمرتزقة فاغنر – في منطقة إغشر سديدان بولاية كيدال، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 19 مدنياً، من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في هجوم وصفته الجبهة بـ”الإبادة الممنهجة”.
وجاء في البيان أن هذه الانتهاكات التي وقعت منذ الخامس والعشرين من يونيو تُعد أولى المؤشرات الصارخة على الأسلوب الإجرامي لهذا التحالف الجديد، الذي انخرط في منطق دموي يقوم على الإرهاب وترويع المدنيين، متّبعاً ذات النهج الوحشي الذي عُرف به مرتزقة فاغنر في السابق.
وأشارت الجبهة إلى أن المجازر تركزت في مناطق إغشر سديدان، إيبليل، وإبداقان، الواقعة شمال شرق كيدال، والتي تشهد في هذا الوقت من موسم الجفاف تواجداً مكثفاً للسكان المحليين. وقد تحولت هذه المناطق إلى مسرح لعمليات تطهير عرقي متعمد، استخدمت فيها أساليب همجية تضمنت الإعدامات الميدانية، وقطع الرؤوس، والحرق أحياءً، إضافة إلى إلقاء الجثث في العراء أو في الآبار.
وأكدت شهادات محلية متطابقة – وفق البيان – أن من بين الضحايا ثلاثة أطفال وعدد من كبار السن، بالإضافة إلى عدة حالات اختفاء قسري، ما يرفع منسوب القلق حول حجم الجرائم المرتكبة ومدى تغلغل هذه الانتهاكات في صفوف القوات المهاجمة.
وفي السياق نفسه، أشار البيان إلى هجوم بطائرة مسيرة جرى ليلة 25 إلى 26 يونيو في منطقة “تالبيت” قرب “أدجلهوك”، استهدف مركبة نقل مدنية من نوع “تويوتا هيلكس”، وأدى إلى مقتل عدد من الركاب، بينهم أطفال.
واختتمت جبهة تحرير أزواد بيانها بتقديم تعازيها القلبية لعائلات الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للجرحى، ومجددة دعمها الكامل والثابت لأبناء الشعب الأزوادي في وجه ما وصفته بـ”الإرهاب الرسمي الذي تمارسه سلطات باماكو”.