
في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها منطقة تيلابيري خلال الأشهر الأخيرة، شنّ مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS) هجومًا واسعًا صباح اليوم السبت 25 مايو 2025 على قاعدة عسكرية للجيش النيجري في بلدة إكنيوان، الواقعة غرب تيلمكس، ضمن بلدية تيليا في منطقة طاوة، شمال غرب النيجر.
الهجوم بدأ في الساعات الأولى من الفجر، واستمر قرابة ثلاث ساعات كاملة، تمكن خلالها المسلحون من احتلال الموقع العسكري بشكل كامل، وسط اشتباكات عنيفة واستخدام مكثف للأسلحة الثقيلة. وبحسب حصيلة أولية صادرة عن مصادر عسكرية، أسفرت العملية عن مقتل 41 جنديًا، بينما أُحرق تسعة آليات عسكرية وتم الاستيلاء على عدد آخر، إلى جانب كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وتشير المعلومات إلى أن هناك عددًا من الجنود لا يزالون في عداد المفقودين حتى الآن.
تأتي هذه المجزرة بعد أقل من عام على هجوم مماثل استهدف نفس القاعدة يوم 18 سبتمبر 2024، حين قُتل 38 جنديًا في ظروف مشابهة. ما يسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية مع مالي، حيث تنشط الجماعات الجهادية بشكل متزايد في ظل انسحاب القوات الأجنبية وصعوبات الجيوش الوطنية في تأمين المساحات الواسعة من الأراضي الصحراوية.
الهجوم الجديد على قاعدة إكنيوان يطرح مجددًا تساؤلات حادة حول جاهزية قوات الدفاع والأمن في النيجر، وحول استراتيجية الدولة في مواجهة التهديد الإرهابي المتنامي في منطقة الساحل. كما يعكس مدى قدرة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى على التخطيط والتنفيذ وضرب الأهداف العسكرية الحساسة، مستفيدًا من التضاريس الوعرة والفراغات الأمنية.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه السلطات النيجيرية بيانًا رسميًا بعد، يعيش أهالي المنطقة حالة من الخوف والقلق، خصوصًا مع تكرار هذا النوع من الهجمات الدموية. ويرى مراقبون أن إعادة النظر في الاستراتيجية الأمنية وتكثيف التنسيق الإقليمي والدولي باتا أمرًا ملحًّا، لمنع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى والانهيار الأمني.