
في تطور أمني لافت على الساحة المالية، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن هجوم دامٍ استهدف معسكرًا للجيش المالي في مدينة جورا الواقعة بولاية موبتي بإقليم ماسينا، وذلك ظهر اليوم الجمعة الموافق 23 مايو 2025.
وأصدرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية للجماعة، بيانًا أكدت فيه أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة الكاملة على المعسكر، ووصفت العملية بأنها “ضربة نوعية” ضد “العدو”.
وأضاف البيان أن الهجوم أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الجيش المالي، دون أن يقدم أرقامًا دقيقة حول عدد القتلى أو الجرحى، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من السلطات المالية.
أهمية الموقع المستهدف
وتكمن أهمية مدينة جورا في موقعها الاستراتيجي داخل ولاية موبتي التي تُعدّ واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في ماسينا، حيث تنشط عدة جماعات مسلحة أبرزها كتيبة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الفرع الساحلي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ويمثل سقوط هذا المعسكر، إذا تأكد، انتكاسة جديدة للجيش المالي الذي يعاني في الفترة الأخيرة من تصاعد الهجمات النوعية، رغم الدعم الروسي المتزايد الذي يتلقاه من مجموعة فاغنر و الفيلق الأفريقي. ويرى مراقبون أن السيطرة المؤقتة أو الكاملة على المعسكرات العسكرية في المناطق الريفية يعكس تحول الجماعة من أسلوب الكرّ والفرّ إلى استراتيجية السيطرة الميدانية المؤقتة وفرض الأمر الواقع.
إقرأ أيضا : موبتي : الجيش الأزوادي يعلن مقتل 98 إرهابياً من الجيش المالي خلال معركة جورا.
أبعاد وتداعيات
تتزامن هذه السيطرة على جورا مع زيادة وزير الدفاع الانقلابي ساديو كامرا إلى مدينة كيدال الأزوادية، اليوم الجمعة وهي زيارته الأولى للمدينة منذ احتلالها من قبل فاغنر نوفمبر 2023 .
وتُعدّ كيدال مركزًا حساسًا للنزاع بين الدولة المالية والحركات الأزوادية، ما يجعل زيارة كامرا إليها بمثابة عرض سياسي وعسكري للسلطة. غير أن الهجوم المتزامن في جورا، وسط البلاد، يرسل رسالة مضادة بأن الانتصارات المعلنة على الورق لا تعني شيئًا على الأرض، حيث تبقى الجماعات المسلحة قادرة على تنفيذ ضربات موجعة للجيش المالي على أي موقع شاءت بما في ذلك العاصمة بماكو .
.
صمت رسمي وقلق شعبي
وبينما يلفّ الصمت الرسمي هذا الحدث حتى لحظة كتابة هذه السطور، تسود حالة من القلق في أوساط السكان المحليين في موبتي، الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الجماعات المسلحة وسندان الحملات العسكرية الحكومية، مع تقارير متكررة عن انتهاكات بحق المدنيين.
تبقى الأنظار موجهة إلى رد فعل الجيش المالي، وسط توقعات بعملية انتقامية واسعة النطاق في محيط مدينة جورا، لكن تبقى فعالية مثل هذه العمليات مرهونة بمدى استعداد الجيش وتوفر المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، في بيئة معقدة وصعبة الاختراق.
يذكر أن الحركات الأزوادية قد هاجمت على نفس المعسكر في سبتمبر 2023 ما أسفر عن السيطرة الكاملة عليه و مقتل نحو مئة جندي و أسر آخرين مازالوا في قبضة جبهة تحرير أزواد.
