
دوانزا – الخميس، 08 مايو 2025، شهدت مدينة دوانزا في الحدود الأزوادية- المالية هجوماً مفاجئاً شنّته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة على البوابة الشمالية للمدينة، ما أدى إلى انسحاب قوات الجيش المالي والفيلق الأفريقي دون مقاومة تذكر، في تطور أمني يُعد الأول من نوعه من حيث استهداف الفيلق مباشرة.
ووفق مصادر محلية تحدثت إلى النهضة، فإن الهجوم وقع عند الساعة الواحدة فجراً، حيث انسحبت القوات المشتركة سريعاً إلى داخل المدينة، تاركة الموقع للمهاجمين الذين سيطروا عليه دون اشتباك طويل.
وأعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في بيان مقتضب عن سيطرتها على البوابة، مشيرة إلى أن هذا أول اشتباك مباشر تخوضه ضد “الفيلق الأفريقي”، في إشارة إلى القوات الروسية المنتشرة في مالي تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية. ويُشار إلى أن هذه القوات تمثل الامتداد الرسمي لما كان يُعرف سابقاً بقوات “فاغنر”، والتي خضعت لإعادة هيكلة كاملة بعد مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين في أغسطس 2023، لتعمل لاحقاً تحت مظلة حكومية رسمية روسية.
ويثير الهجوم تساؤلات جدية حول جاهزية القوات النظامية و مرتزقتها في التصدي لهجمات الجماعات الجهادية، خصوصاً في ظل تكرار العمليات النوعية التي تنفذها “نصرة الإسلام والمسلمين” في مناطق ذات أهمية استراتيجية.
وتكتسب مدينة دوانزا أهمية خاصة لكونها تشكل عقدة طرقية حيوية بين أزواد ومالي، وتُعد من بين المناطق المستهدفة ضمن خطط التوسع الجهادي في البلاد، مما يجعل السيطرة على بواباتها الأمنية تطوراً يثير القلق لدى السلطات المالية وحلفائها.