
أكدت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدرين أمنيين في النيجر، وبيان رسمي صادر عن السلطات الهندية، تعرض خمسة مواطنين هنود للاختطاف خلال هجوم مسلح وقع الأسبوع الماضي في منطقة الحدود الثلاثية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو الهجوم ذاته الذي أسفر عن مقتل 12 جنديًا من القوات النيجرية.
ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن الهجوم وقع بالقرب من قرية ساكويرا في منطقة تيلابيري، وهي إحدى أكثر المناطق هشاشة أمنية في النيجر، وتشهد نشاطًا متصاعدًا للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”.
المخطوفون يعملون لدى شركة هندية كانت تقدّم خدمات في إطار مشروع بناء سد “كانداجي”، أحد أكبر المشاريع التنموية في النيجر، ما يشير إلى أن الهجوم لم يستهدف فقط القوات العسكرية، بل طال أيضًا العاملين في البنى التحتية الحيوية، في محاولة واضحة لشل المشاريع التنموية وإضعاف الدولة.
من جهتها، أكدت حكومة ولاية غارخاند الهندية أن المختطفين الخمسة كانوا يعملون في منطقة تيلابيري، وأوضحت أن السفارة الهندية في نيامي تواصلت مع السلطات النيجرية لمطالبتها ببذل جهود للإفراج عن رعاياها.
اللافت في هذا الحادث، أن كلًا من السلطات الرسمية في النيجر ووسائل إعلام تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” تحدثت عن مقتل 12 جنديًا نيجريًا في الهجوم، لكن دون أي إشارة إلى قضية اختطاف العمال الهنود، ما يطرح تساؤلات حول خلفيات العملية.
وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه النيجر توترًا أمنيًا متزايدًا منذ الانقلاب العسكري الأخير، في ظل تراجع الدعم الدولي وانسحاب القوات الفرنسية و تدخل فاغنر الروسية ، ما يفتح الباب واسعًا أمام الجماعات المسلحة لتكثيف نشاطها وتنويع أهدافها، لتشمل القوات النظامية، والمصالح الاقتصادية، والموظفين الأجانب على حد سواء.
إقرأ أيضا