طالب سكان ازواد بالانفصال عن دولة مالي بل انهم طلبوا الإستقلال قبل استقلال الدولة المالية اصلا وبعد ذلك طالبوا بالانفصال عنها فقد قاوم الطوارق والعرب وجميع سكان ازواد الاستعمار الفرنسي في ازواد ودافعوا عنه بكل ما يملكون من قوة في مدينة منكا وكيدال وغاو وحتى الحدود مع بوركينا فاسو
مقاومة الطوارق للإستعمار الفرنسي في أزواد
قاوم الطوارق الاستعمار الفرنسي في أزواد، ففي معركة تيكابراتير في 28 من رجب عام 1893 م ضد أوب الضابط الفرنسي حيث تمكن الطوارق من القضاء على كتيبته المسلحة تسليحا جيدا عصريا بالسيوف والرماح. كما تمكن قائد قوات تين جَريجيف محمد أغ أواب في تين بيلا صبيحة السبت 15 من يناير فاتح 1894 م من إلحاق الهزيمة بكوماندا جوفر، ولم يستطع كوماندا جوفر التحرك حتى أسند ظهره إلى بعض الخونة من الطوارق، مثل: سيدي زي، وهو الذي فتح الطريق أمام كوماندا جوفر في معركته مع طوارق إمضْريرِتِن على مشارف ياكوتي آخر ذلك الشهر. بعد ذلك كانت تضحية تين جريجيرف في معركة إين أوَرْوَر في 23 من مارس 1894 م، وبعد استيلاء كوماندا جوفر على مقاطعة قوندام لم يمارس أسلوب الحكمة بل فعل جيشه من سوق المواشي وحرق المكاتب العلمية ما لا يعد و لا يحصى. والعنف لا يوقف همم الأحرار فكان أمام الاحتلال الفرنسي للشعب الطارقي عقبات كثيرة من معارك خلال عشر سنوات، ومن أمهات هذه المعارك بعد معركة إين أوَرْوَر: معركتا كيوي و أجر بين المستعمر و كل الحرمة، ومعركة تاتهاست، ومعركة مزقرمة، ومعركة أغ إينَمارا وغيرها. ودامت المعارك الطاحنة ضد الاستعمار بقيادة فيهرون أغ الأنصار إلى معركة أزَرْبوك عام 1903 م حيث تغلبت فرنسا بأسلحتها الأوتوماتيكية الجديدة على الطوارق بسيوفهم ورماحهم وذلك بمساندة الخونة من زعماء الإقليم، ولكن مقاومة الطوارق لم تهدأ ولم تنم وكبدهم فيهرون أغ الأنصار خسائر من هنا وهناك إلى أن توفي عام 1916 م، ونهج ألا أغ البشير منهجه في مقاومة الاستعمار وآخرون غيره.
مؤتمر باريس بين فرنسا وزعماء الطوارق 1919م
بعد ما ضاقت فرنسا ذرعا بالطوارق استدعتهم إلى باريس لمناقشة الوضع هناك وطلبت منهم منحهم الإستقلال من مالي والجزائر والنيجر يعني إقليم ازواد فاشترطوا لها شرطين فقط الشرط الأول: ألا تتدخل في شؤونهم الدينية الشرط الثاني: ألا تجند شبابهم في حرب الألمان
ورفضت فرنسا تلك الشرطين جملة وتفصيلا وتخلت عن الطوارق وتوجهت نحو السود مثل مالي والنيجر والسنغال وعندما وطلب زعماء إقليم ازواد منها الإستقلال وعدم ضم ازواد إلى مالي في عام 1957م رفضت فرنسا ذلك وضمتهم إلى مالي.
إستقلال دولة مالي المزيف 1960م
منذ استقلال دولة مالي المزعومة فمالي لم تلق أي اهتمام بالجانب الشمالي منها وهو (إقليم ازواد) الذي ضمته اليها فرنسا ظلما وعدونا ومارست حكومة مالي كل انواع التعذيب والقتل وابادات جماعية حتى الحيوانات لم تسلم من شرهم وقام موديبو كيتا عند الاستقلال المزعوم باعدام عدد كثير من شيوخ ازواد ونقل اعدادا هائلة من السود الى الشمال(ازواد) والى ولاية كيدال خاصة وحاول ارغام الطوارق بالتزاوج مع السود واغتصبوا الكثير من نساء طوارق كيدال الى بماكو ظلما وعدوانا
تفجير ثورة 1963
ما أن بدأت حمى الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي في أوائل 1960، حتى تساءل سكان الصحراء «الطوارق» عن مصيرهم في ظل عالم متغير يتجه نحو الاخذ بالنظام الاوربي بشقيه الرأسمالي والاشتراكي أنذاك، وما مصير حضارتهم المتمثلة في هويتهم التي ما فتئوا يحافظون عليها من أي عادات وتقاليد دخيلة، مما حدا بهم الى الانقطاع في الصحراء، والتقليل من مخالطة غيرهم. كان الطوارق على علم مسبق بان الحكومة الاستعمارية «فرنسا» لم تكن راضية عن سلوكهم أثناء فترة احتلالهم، فقد امتنعوا عن مجاراتها في كل برامجها، وقاطعوا كل ماهو استعماري، شنت الحكومة الفرنسية إبان احتلالها للصحراء حملات على منتجعات الطوارق لحملهم على ادخال أبناءهم الى المدارس الاستعمارية، وكانوا دائما في المرصاد فما أن يسمعوا بقدوم رجال السلطة حتى يبحثوا عن ملجأ آمن لاطفالهم، حتى أن القلة القليلة التي درست في هذه المدارس كان لها برنامج دراسي معين، وقد يظن البعض بأن ذلك كله بتأثير ديني محض، لكن رغم هذا المعطي الا أن الطوارق لم يكونوا ليمتنعوا عن تعليم أبناءهم لو رضخت السلطات الفرنسية لشروطهم في تلك المدارس، فقد كان مجموعة من شيوخ القبائل يطالبون دائما السلطات بإنشاء مدارس خاصة في المناطق الطوارقية تعمل على تلقين الاطفال العلوم الحديثة، بدون مسخ لهويتهم وذلك بتطوير التعليم الموجود أصلا لدى هذه القبائل، ولم يكن الطوارق على استعداد لارسال أبناءهم الى المدارس الاستعمارية في داكار وباماكو وأبيدجان بعيدا عنهم، تعمل على مسخ هويتهم وتجعلهم غرباء عن مجتمعهم، بينما امتنعت السلطات الاستعمارية عن إنشاء المدارس في المناطق الطوارقية.على نفس النهج سار الطوارق في كل شأن فرنسي فعندما حاولت تجنيدهم في جيشها
الافريقي، لم تحقق مرادها، فلم يكن الطارقي على استعداد للقتال من اجل أن تبسط فرنسا الاستعمارية نفوذها على المزيد من الاراضي ولا مصلحة له في العمل حاميا لسلطات المستعمر، ولايقبل العقل الطارقي أيضا أن يقاتل من اجل تحرير مستعمره من الاستعمار، فلو كان لديه قوة لحرر نفسه من هذا الاستعمار. خير الفرنسيون الطوارق بين الانضمام للاتحاد الفيديرالي بين مالي والسنغال الحديث الاستقلال وبين إنشاء جمهورية في الصحراء على أن تبقى فرنسا في بلادهم لمدة ربما تزيد على ثلاثين سنة لتأهيل تلك الجمهورية فلم يكن الطوارق حسب فرنسا قادرين على حكم انفسهم بأنفسهم فلا بد من وصي، متناسين أن للطوارق قبل الدخول الفرنسي نظام حكم تعاملوا به منذ الاف السنين، كان هدف الحكومة الفرنسية هو البقاء في الصحراء للاستمرار في التجارب النووية التي كانت اول محطة لها في الصحراء بداية الخمسينيات. جمعت السلطات الاستعمارية شيوخ القبائل الطوارقية ونظمت لهم رحلة الى الديار الفرنسية لإطلاعهم على الحضارة الفرنسية والتقدم التكنولوجي الذي وصلت اليه لاقناعهم ببقاء الاستعمار على أرضهم، لكن يبدو أن فرنسا فشلت هذه المرة أيضا في تحقيق مرادها فلا شيء يعادل الحرية لدى الطارقي.على استعداد للقتال من اجل أن تبسط فرنسا الاستعمارية نفوذها على المزيد من الاراضي ولا مصلحة له في العمل حاميا لسلطات المستعمر، ولايقبل العقل الطارقي أيضا أن يقاتل من اجل تحرير مستعمره من الاستعمار، فلو كان لديه قوة لحرر نفسه من هذا الاستعمار. خير الفرنسيون الطوارق بين الانضمام للاتحاد الفيديرالي بين مالي والسنغال الحديث الاستقلال وبين إنشاء جمهورية في الصحراء على أن تبقى فرنسا في بلادهم لمدة ربما تزيد على ثلاثين سنة لتأهيل تلك الجمهورية فلم يكن الطوارق حسب فرنسا قادرين على حكم انفسهم بأنفسهم فلا بد من وصي، متناسين أن للطوارق قبل الدخول الفرنسي نظام حكم تعاملوا به منذ الاف السنين، كان هدف الحكومة الفرنسية هو البقاء في الصحراء للاستمرار في التجارب النووية التي كانت اول محطة لها في الصحراء بداية الخمسينيات. جمعت السلطات الاستعمارية شيوخ القبائل الطوارقية ونظمت لهم رحلة الى الديار الفرنسية لإطلاعهم على الحضارة الفرنسية والتقدم التكنولوجي الذي وصلت اليه لاقناعهم ببقاء الاستعمار على أرضهم، لكن يبدو أن فرنسا فشلت هذه المرة أيضا في تحقيق مرادها فلا شيء يعادل الحرية لدى الطارقي.
ثورة كيدال 1963:
البداية كانت مجموعة من الشباب الطوارق اشومار في منطقة كيدال سنة 1961، لكن سرعان ما لقيت تجاوبا كبير من قبل جل القادة، وتحرك السكان لدعم إشومار، ولم يكن باستطاعتهم مجابهة الجيش الحكومي نظرا لقلة الامكانيات خاصة الاسلحة فلم يكن بحوزتهم سوى مجموعة بنادق قديمة بعضها مخصصة للصيد، لكن رغم ذلك كبدوا الجيش الحكومي خلال سنة من القتال الذي أخذ شكل حرب عصابات الكثير، ولم يستطع مودي بوكيتا القضاء على الثورة الا بمساعدة من الجزائر ودول الجوار خاصة المغرب، اذ تم محاصرة المجموعة الطوارقية في الجبال، ومارس الجيش الحكومي سياسة العقاب الجماعي بمهاجمة المنتجعات وقتل الشباب اقرباء الثوار وأهلهم، وارتكاب المذابح ضد الرحل من الطوارق والشيوخ، وتسميم الابار، وقتل الماشية او مصادرتها، كما طالب نظام موديبو كيتا سلطات البلدان المجاورة بتسليم القادة اللاجئين لديها منذ «الاستقلال» فسلمت الجزائر والمغرب معا مجموعة 35 قائد أودعوا جميعا الحبس في باماكو وحكم عليهم بالاعدام، ما أن قمعت الثورة وقتل من قتل، وسجن من سجن حتى بدأت الهجرة الجماعية الى البلدان المجاورة الجزائر وليبيا، موريتانيا، خوفا من بطش الجيش الذي أصبح مطلوق اليد من منطقة الشمال لايراجع حتى الجندي الاقل رتبة في أي عمل وحشي ضد الطوارق لان ذلك من قبل قمع الثورة والثوار والمحافظة على وحدة الوطن. ولشدة البطش الذي مارسه نظام مودي بوكيتا بدعم من الجزائر والمغرب ،على الطوارق لم يسمي الكثير من الكتاب ماحصل عام 1961 ثورة كيدال بل مأساة كيدال، ورغم ذلك اعتبر الطوارق هذا التمرد مرجعا لكل عمل يقومون به ضد حكومة مالي والنيجر، فقد أبانت هذه الثورة عن فجوة كبيرة وعن تباعد وتنافر عميق بين الطوارق وحكام مابعد “الإستقلال”. مالي من جهتها أخذت من ثورة كيدال عدة دروس، فالطوارق لن يعترفوا بحكومة بامكو، ولايمكن تثبت الحكم في الشمال الا بقوة السلاح، وهو ما اعتمد ته حكومة مالي الى اليوم، ولم يكن ذلك ممكنا لولا الدعم الجزائري وهو أمر واضح كل الوضوح «في مالي قام الطوارق عام 1961 بانتفاضة ضد الحكومة فسارع رئيس الجمهورية الى إخمادها بمساندة من جانب بعض وحدات جيش التحرير الجزائري».
ثورة الشعب الازوادي 1990-1996
في عام 1990 م بدأت الثورة، بمهاجمة الحركة الشعبية لتحرير أزواد سجن وثكنة عسكرية للجيش المالي في منطقة منكا، ليرد الجيش المالي بالهجوم على المدنيين الطوارق العزل، وذلك للضغط على الثوار، بعد أن فشل في كسب أي مواجهة مباشرة ضدهم ، أدت اعتداءات الجيش المالي على المدنيين الطوارق إلى موجة نزوح جديدة، ونقل حينها عن قائد عسكري مالي أن حل قضية الطوارق يكمن في إبادتهم. أدانت المنظمات الحقوقية المذابح التي ارتكبها الجيش المالي ضد المدنيين الطوارق العزل، ورفع رئيس المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الأقليات رسالة للرئيس الفرنسي حينها فرانسوا ميتران يطالبه فيها بسرعة التحرك في قضية الطوارق بحكم علاقات بلاده بجمهورية مالي، وطالب فالنتي من كل الفرنسيين أن يعبروا عن عميق آلامهم للرئيس الفرنسي وحكومته، وأن يطلبوا بمحاكمة المعتدين من جنود الجيش المالي الذين ارتكبوا بحق المدنيين الطوارق أبشع الجرائم، بعد هذه الرسالة تدخلت فرنسا ودعت سلطات مالي للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير أزواد.
اتفاقية تمنغست
سعى الرئيس المالي موسى تراوري لوقف هجمات الثوار الطوارق، فالوضع الداخلي لا يحتمل، والنداءات الدولية تحاصره، والثوار يكبدون الجيش المالي المزيد من الخسائر، وظاهرة الهروب من الجيش في ازدياد. بعد زيارة للجزائر ولقاء بوزير الشؤون الإنسانية الفرنسي كوشنار عبر الرئيس تراوري عن استعداده للاستجابة لكل مطالب الطوارق، ليعقد اجتماع بين الحكومة المالية والحركة الشعبية لتحرير أزواد بتمنراست جنوب الجزائر بحضور جزائري قوي، وتم توقيع الاتفاقية التي تنص على وقف الهجمات من الطرفين وسحب القوات المالية من منطقتي تمبكتو، وكيدال، والعمل على منح المنطقتين حكما ذاتيا بالإضافة إلى تخصيص جزء من المداخيل لتنمية المنطقة، بعد توقيع الاتفاقية امتنعت السلطات المالية عن نشر بنودها في الجريدة الرسمية، وبسبب إلحاح أعضاء الوفد نشرت بنود الاتفاقية، لتستغلها المعارضة والجيش لإيهام السكان بأن الرئيس باع جزء من البلاد ، وتم تأليب السكان ضد الرئيس والطوارق في إشارة واضحة من الجيش على أنه ضد الاتفاقية، وقامت العديد من المظاهرات، ليقوم الجيش المالي بالإطاحة بالرئيس وبالاتفاقية
الخلاصة
خلاصة القول أن سكان أزواد ضاقوا زرعا من مالي وفرنسا ففرنسا تسرق خيرات بلادهم ومالي تقتل شيوخهم وتغصب نسائهم إلى بماكو وتسمم آبارهم لقتل الحيوانات فكلما ثاروا عليها وحرروا أرضهم تتدخل الجزائر بمفاوضات بين الطرفين الأزوادي والمالي ولم يسبق لتلك المفاوضات أن طبقت على أرض الواقع.