
شهدت القوات المالية و”الفيلق الإفريقي ” يومًا دامياً يوم الجمعة، حيث استهدفت ثلاث هجمات منسقة كل من الجيش المالي ومرتزقة “الفيلق الإفريقي” الروسي، موقعة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات . وتبنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) مسؤوليتها عن هذه العمليات المتزامنة .
كمين تيننكو الدامي يقلب الموازين:
كانت الهجمة الأكثر دموية في مدينة تيننكو، حيث وقعت دورية مشتركة للجيش المالي و”الفيلق الروسي” في كمين عنيف نصبه مقاتلو “كتيبة ماسينا” التابعة لتنظيم القاعدة . وقد دُحرت الدورية بالكامل، باستثناء من فروا عند بداية إطلاق النار دون تقديم أي مساعدة لزملائهم . وتشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا يصل إلى العشرات، وقد نشرت الجماعة صوراً تظهر مرتزقة روساً قتلى إلى جانب الجنود الماليين .
وعلى إثر هذا الكمين، عبرت قنوات روسية عن سخطها الشديد من الجنود الماليين، واصفة إياهم بأنهم “عديمي الخبرة” ويفرون عند سماع أي طلقة، مؤكدة أن عدم قدرتهم على الصمود لدقائق معدودة هو ما زاد من عدد قتلى معركة تيننكو . وقد أكد الجيش المالي تعرض جنوده للكمين في تيننكو، مشيراً إلى أنه سيكشف عن مزيد من التفاصيل لاحقاً.
هجمات متزامنة في نيافونكي ودوغابوغو:
في اليوم ذاته، وتزامناً مع كمين تيننكو، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجمات أخرى:
- في نيافونكي بولاية تومبكتو، استهدفت عملية سيارة تابعة للجيش المالي و”الفيلق الروسي”، ما أسفر عن تدمير السيارة وسقوط ركابها بين قتيل وجريح .
- وقبيل صلاة الجمعة، شنت الجماعة هجوماً واسع النطاق على بوابة عسكرية للجيش المالي في مدينة دوغابوغو بولاية سيغو . أسفر هذا الهجوم عن عدد من القتلى في صفوف الجيش المالي، إضافة إلى إحراق المعسكر بالكامل بعد الاستيلاء على جميع المعدات المتوفرة فيه.
من الجدير بالذكر أن الجيش المالي لم يتحدث عن الهجمات الأخرى في دوغابوغو ونيافونكي في بياناته الأولية .
تداعيات وواقع جديد:
تأتي هذه الهجمات المنسقة في وقت تعتمد فيه مالي بشكل كبير على المرتزقة الروس من “الفيلق الإفريقي”، مع اعتقاد سائد بأنهم “لا يمكن دحرهم” . ومع ذلك، فإن الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات المشتركة، لا سيما في كمين تيننكو و الهجمات الدامية التي تعرض لها المرتزقة على يد جبهة تحرير أزواد في تين ظواتين و تاجمرت و ألكت و أنو ملان، يبدو أنها أعادت تعريف معادلة الصراع وتحدت الاعتقاد السائد حول حصانة هذه القوات الغازية. هذه التطورات تضع تحديات جديدة أمام الاستراتيجية الأمنية في مالي وتثير تساؤلات حول فعالية وسلامة القوات الأجنبية في المنطقة.