
وقع مساء الإثنين 6 أكتوبر 2025 انفجار استهدف سيارة عسكرية تابعة لمليشيات الجنرال الهجي غامو في منطقة إن شنكاض بالقرب من تنجرا قرب مدينة غاو بإقليم أزواد، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء ناج واحد أُصيب بجروح خطيرة. جاءت العملية أثناء مرافقة هذه المليشيات، إلى جانب الجيش المالي والفيلق الإفريقي، قوافل مدنية تضم مدنيين عائدين من كيدال إلى غاو، كانوا قد جلبتهم الطغمة العسكرية المالية لملء الفراغ الذي تركه السكان الاصليون للمدينة بعد السيطرة عليها 2023.
تفاصيل الحادثة وظروف القوافل
تفيد المصادر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في تلك المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة. ففي العاشر من سبتمبر 2025، انفجرت سيارتان تابعتان لنفس المليشيات، أثناء تأمين قافلة تحمل الأرز تعرف محليًا باسم “قافلة تافغات”، وأسفر التفجير عن مقتل نحو عشرة مسلحين بينهم قادة من المليشيا.
الإجراءات الأمنية للقوافل العسكرية المتجهة من غاو باتت معقدة، حيث تتولى المليشيات حمايتها بالتنسيق مع الجيش المالي والفيلق الإفريقي، وتستخدم الطائرات المسيّرة لمراقبة وتأمين القوافل حتى تصل إلى وجهتها. حالياً لا تتمكن هذه القوات من التحرك بحرية في ولاية كيدال كما كان الحال سابقاً، بل أصبح تنقلها مرهوناً بمواكبة الطائرات المسيّرة التي تؤمن المسار من الجو حتى نهاية الرحلة.
دلالات وتغيرات في موازين القوى
تأتي الهجمات الأخيرة في سياق تصاعد التوتر والتعقيد الأمني في أزواد، في ظل اشتداد المواجهة بين الجماعات المسلحة المحلية، والمجلس العسكري، الذي يعتمد بشكل متزايد على المليشيات والطائرات المسيّرة لتأمين المناطق والمدن الكبرى. وقد أدى ذلك إلى تغيير جذري في قواعد الاشتباك، إذ لم تعد لمليشيات غامو ونظرائها حرية التنقل السابقة داخل ولاية كيدال، وبات تحركاتهم مرتبطة بإجراءات أمنية محكمة، خشية الكمائن والهجمات، والجيش الأزوادي أصبح محاصرا للمدينة ويتواجد في جميع إتجاهاتها ونشر أمس الأحد 5 أكتوبر مقاطع في مناطق كونيبا و كيون قرب مدينة كيدال ، ويسيطر الجيش الأزوادي على جميع المناطق في ولاية كيدال ما عدا المدن الكبرى.
الخلفيات المحلية والجغرافية
مليشيات الهجي غامو برزت إلى جانب الجيش المالي منذ سنوات، وتعمل كقوة دعم ميداني في. أزواد خاصة في غاو و كيدال و مينكا. وتكشف العمليات الأخيرة عن تصاعد المخاطر أمام هذه المجموعات وتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة مكشوفة على الأرض وفي الجو، مع تضييق مساحة تحرك الجماعات والمليشيات من كل الأطراف.
هذه الأحداث تلقي بظلالها على الوضع الأمني والإنساني في أزواد وتحمل مؤشرات على تشكل خارطة جديدة للنفوذ والسيطرة، أساسها التكتيك العسكري الحديث وتراجع القدرة على المغامرة في أرض المعركة دون حماية تكنولوجية وأمنية مشددة.