أصدرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، عبر مؤسسة الزلاقة، بيانًا في 20 نوفمبر 2025، اتهمت فيه السلطات الانتقالية في مالي والقوات الداعمة لها بتنفيذ “انتهاكات جسيمة” و”مجازر واسعة” خلال عمليات عسكرية شهدتها عدة مناطق في أزواد و ماسينا خلال الأيام الأخيرة.
وقال البيان أن”الطغمة الحاكمة في باماكو” نفذت هجمات باستخدام طائرات مسيّرة، بينها مسيرات تركية – بحسب الجماعة – في ولايات تمبكتو وماسينا و غاو، وأسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مساكن وخيام لبدو رحّل، دون تمييز بين الفئات العمرية.
مناطق العمليات وحصيلة الضحايا
وذكر البيان أن الهجمات استهدفت بدوا عزّل في منطقة ماركالا بولاية سيغو، كما أدت – حسب الجماعة – إلى مقتل عدد من العمال في منجم “انتهقا” بمنطقة أريبندا بولاية غاو . وتحدث كذلك عن ضربات متفرقة في ولاية تمبكتو شملت مناطق: انقوزما، فرش، أمملن، أراتان، تنقتا والبحيرة، وصولًا إلى مجكوي جنوبي تمبكتو.
وأكدت الجماعة أن هذه العمليات أوقعت “عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال”.
اتهام باماكو بـ”استراتيجية الأرض المحروقة”
ورأت الجماعة أن ما وصفته بـ”الاعتداءات الغادرة” يشكّل مؤشرًا على “تعمد استهداف المدنيين” في سياق الصراع الدائر في مالي و أزواد، مشددة على أن النهج المتبع من قبل الحكومة يتمثل – وفق بيانها – في “بث الرعب ودفع المجتمعات إلى النزوح أو التشريد”.
كما عزّت الجماعة أسر الضحايا، داعية المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التحقيق في الانتهاكات التي تحدثت عنها. وأعلنت امتلاك “قوائم كاملة بأسماء وصور الضحايا مع بياناتهم المختلفة”، وقالت إنها مستعدة لتقديمها لأي جهة ترى أنها محايدة.
تحريض سياسي ضد السلطات ودعوات للاحتجاج
وفي سياق سياسي، وجّهت الجماعة دعوة لسكان العاصمة باماكو، ولا سيما الطلاب والعمال، إلى “الانتفاض ضد السلطة الحاكمة”، متهمة المسؤولين بتسليم ثروات البلاد إلى “قوات روسية وميليشيات أجنبية” مقابل حماية مواقعهم، على حد وصف البيان.
كما دعت إلى “استبدال الحكومة الحالية بنظام إسلامي”، معتبرة أن تطبيق الشريعة – بحسب رؤيتها – هو الضامن لـ”العدالة والأمن والرفاه الاقتصادي”.
رسالة مباشرة إلى أنقرة
وبصورة لافتة، وجّهت الجماعة نداءً إلى الحكومات الداعمة لسلطات مالي ودول الساحل، وخصّت بالذكر الحكومة التركية، مطالبة إياها بـ”وقف دعم العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين”، محذّرة من “المسؤولية المترتبة على هذا الدعم”.
تأكيد مواصلة القتال
وختم البيان بالتأكيد على أن دماء ضحايا الصراع “لن تذهب سدى”، وأن الجماعة ستواصل نهجها القتالي ضد ما تعتبره “قوى غاصبة”، داعية سكان مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى الثبات في مواجهة ما وصفته بـ”الطغم الحاكمة”.
