
شهدت الساحة العسكرية في أزواد خلال الأيام الأخيرة سلسلة من التطورات اللافتة بعد تكثيف الجيش الأزوادي عملياته الهجومية ضد الجيش المالي والفيلق الإفريقي. ففي صباح اليوم الاثنين 29 سبتمبر 2025، نفذت طائرات مسيّرة تابعة للجيش الأزوادي هجوماً على مطار تومبكتو ومقر عسكري قريب منه، ما أسفر – وفق مصادر عسكرية تحدثت لـ”النهضة” – عن سقوط قتلى وجرحى بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة داخل صفوف الجيش المالي وحلفائه.
تصاعد الهجمات بالمسيرات
الهجوم الجديد جاء بعد يومين فقط من عملية مماثلة استهدفت تجمعاً للجيش المالي في معسكر “انغمالي” بمدينة كيدال مساء السبت 27 سبتمبر 2025، حيث أظهرت المشاهد المصوّرة التي نشرها الجيش الأزوادي إصابات دقيقة للمواقع المستهدفة، بينما حاول العسكريون النجاة من الضربات الجوية الانتحارية.
ويبدو أن هذه الهجمات لم تعد مقتصرة على المدن المعزولة مثل أجلهوك، تيساليت، ليري، وجنودام فقط، بل امتدت إلى مدن رئيسية ككيدال وتومبكتو، ما يعكس تصعيداً واضحاً في طبيعة المواجهة.
تزامن مع احتفالات الاستقلال المالي
العمليات الأخيرة تزامنت أيضاً مع مناسبة حساسة في مالي، حيث شن الجيش الأزوادي سلسلة من الضربات بالتوازي مع احتفالات الاستقلال المالي. ففي 21 سبتمبر استهدفت هجمات بطائرات مسيّرة تجمعات للجيش المالي في أجلهوك أثناءالتحضيرات للاحتفال، ثم تبعتها عملية أخرى في تيساليت يوم 22 سبتمبر طالت مقرين عسكريين تحت إحتلال الفيلق الإفريقي وأسفرت عن خسائر في صفوف الجنود والمرتزقة. كما تم تنفيذ غارة على معسكر ليري يوم 23 سبتمبر أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بحسب ما ظهر في تسجيل مصوّر نشرته الجبهة.
تحولات في مسار الصراع
هذه التطورات تعكس دخول جبهة تحرير أزواد مرحلة جديدة من المواجهة غير المباشرة، معتمدة على سلاح المسيّرات في استهداف مواقع عسكرية حساسة، في خطوة تسبق – على ما يبدو – معارك أوسع تهدف إلى السيطرة على المدن الكبرى في إقليم أزواد المحتل.
المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير أزواد أشار في مقابلة خلال عدة مقابلات إعلامية إلى أن هدفهم الاستراتيجي يتمثل في السعي نحو استقلال أزواد، مؤكداً أن أي حوار مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو “غير ممكن”. هذه التصريحات، إلى جانب التصعيد الميداني، توحي بأن المنطقة قد تكون مقبلة على مرحلة أكثر تعقيداً من الصراع العسكري والسياسي في المستقبل القريب.