
شهدت مالي يوماً دامياً جديداً، بعدما نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الموالية لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل، هجومين متزامنين استهدفا الجيش المالي في ولايتي موبتي وكاي، في ظل تصاعد الضغوط الميدانية على القوات الحكومية والمجلس العسكري الحاكم في باماكو.
هجوم “إنغماسي” في كونا
وأفادت مصادر أمنية محلية أن الجماعة شنت ظهيرة اليوم هجوماً “إنغماسياً” – كما تسميه – استهدف مقر قيادة الجيش المالي والفيلق الإفريقي بمدينة كونا بولاية موبتي.
وبحسب ذات المصادر، فقد أسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المسلحة، من بينهم نائب القائد العسكري للمنطقة، في حين لم يكن القائد الأعلى متواجداً في المقر لحظة الهجوم بسبب سفره.
ويعد هذا النوع من العمليات أحد أبرز أساليب الجماعة التي توصف بالانتحارية، إذ يتوغل المنفذون داخل المقرات المستهدفة قبل تفجير أنفسهم أو الاشتباك المباشر مع القوات.
كمين معقد في كاي
وفي السياق ذاته، نصبت الجماعة كميناً وُصف بالمعقد بين بلدتي لوقماني وكايارا في ولاية كاي (غرب البلاد)، حيث اصطدمت قوة عسكرية مالية بكمين محكم أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوفها، وإحراق عدد من الشاحنات المحملة بالبنزين القادم من السنغال ، حيث تفرض الجماعة حظرا على استيراد البنزين الى مالي من الدول المجاورة .
وتشير المعلومات إلى أن الكمين استُخدم فيه مزيج من المتفجرات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما جعل القوات المستهدفة عاجزة عن الرد بشكل فعال.
تشديد الخناق على باماكو
تأتي هذه الهجمات في وقت تشدد فيه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حصارها على الممرات المؤدية إلى العاصمة باماكو، في إطار سياسة تهدف إلى عزل الحكومة الانتقالية والضغط عليها عسكرياً واقتصادياً.
ويرى مراقبون أن تكثيف الهجمات في أكثر من جبهة يعكس قدرة الجماعة على تنسيق عملياتها وضرب الجيش المالي في عمقه، بالرغم من الدعم الذي تتلقاه باماكو من شركاء أجانب، من المرتزقة الروس.