
شهدت مدينة تمبكتو الواقعة في إقليم أزواد، مساء اليوم الاثنين 18 أغسطس/آب 2025، هجوماً بعبوة ناسفة استهدف آلية للجيش المالي ترافقها عناصر من الفيلق الروسي قرب المدخل الغربي للمدينة، في أحدث حلقة من سلسلة عمليات استهدفت القوات الحكومية وحلفاءها الروس خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت مصادر محلية أن الانفجار أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وإن سيارات إسعاف تابعة للجيش هرعت إلى مكان الحادث وسط استنفار أمني واسع. ولم تعلن السلطات الانتقالية في باماكو حصيلة رسمية حتى الآن، لكن المصادر تحدثت عن وقوع إصابات مباشرة وسط القوة المستهدفة المكونة من جنود ماليين ومرتزقة روس .
هجوم سابق قرب غوندام
الهجوم الجديد يأتي بعد ثلاثة أيام فقط من عملية مماثلة تبنتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يوم الجمعة 15 أغسطس، حين استُهدفت مهمة عسكرية مشتركة للجيش المالي والفيلق الروسي بين تمبكتو وغوندام، وفق ما نقلته قناة أماكول المحلية عن شهود عيان.
وبحسب المصادر نفسها، أسفر ذلك الهجوم عن مقتل 4 عناصر -بينهم مرتزقان روسيان- وإصابة نحو عشرة آخرين بجروح متفاوتة، بعضها خطيرة شملت بتر أطراف وإصابات في البطن، وقد نُقل الجرحى إلى مستشفى تمبكتو لتلقي العلاج.
سلسلة من العمليات في الشمال
وتؤشر الهجومان المتتاليان إلى تنامي نفوذ الجماعة في أزواد، ولا سيما في مدينة تمبكتو التي تشهد فراغاً أمنياً منذ انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة (مينوسما) العام الماضي، وما تبعه من سيطرة الجيش المالي على المدينة بدعم من الفيلق الروسي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشهد فيها تمبكتو هجمات دامية؛ ففي الأول من يونيو 2025، استهدفت الجماعة أربع بوابات عسكرية في جميع أنحاء المدينة ما أسفر عن مقتل أزيد من 30 جنديا مالياً و السيطرة على نقاط عسكرية والاستيلاء على معدات عسكرية معتبرة.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحالي يضع الجيش المالي وحلفاءه أمام تحديات جسيمة، إذ يبرز عجزهم عن تأمين الطرق والمراكز الحيوية في منطقة تعتبر بوابة استراتيجية إلى أزواد ووسط وجنوب وغرب مالي.
تصاعد مقلق
ومع تزايد وتيرة الاستهدافات خلال فترة قصيرة (1 يونيو، 15 أغسطس، 18 أغسطس)، يبدو أن مدينة تمبكتو دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، تجعلها محوراً لصراع مفتوح بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية وحلفائها الروس.
وفي ظل غياب بيانات رسمية دقيقة، تبقى الحصيلة الفعلية للخسائر محل جدل، فيما يترقب السكان المحليون تداعيات هذه الهجمات على حياتهم اليومية التي تزداد صعوبة وسط تصاعد العنف وتراجع الخدمات.