
نفذ الجيش الأزوادي سلسلة من الهجمات الجوية باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية استهدفت قوافل عسكرية للجيش المالي والفيلق الإفريقي الروسي (الذي حلّ محل مجموعة فاغنر) في منطقة اجلهوك في ولاية كيدال بإقليم أزواد، خاصةً على الطريق الرابط بين أجلهوك وأنفيف.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن القافلة المستهدفة كانت متجهة إلى معسكر أجلهوك في محاولة لإيصال إمدادات غذائية أوشكت على النفاد، وتم تنفيذ عدة عمليات بالمسيرات الانتحارية مابين الثامنة صباحا و الساعه الحادية عشر من هذا اليوم السبت 19 يوليو 2025، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف القوات الحكومية والمرتزقة. كما أدى انفجار سيارات ضمن القافلة إلى توجيه ضربة موجعة عززت من خسائر القوات المستهدفة.
هذه الهجمات ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبق للجيش الأزوادي أن نفذ الشهر الماضي كمينًا ضد قافلة عسكرية في منطقة أنوملان قرب أجلهوك، أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، فضلًا عن الاستيلاء على أكثر من 20 سيارة عسكرية، وهو ما يعكس حجم الخسائر المتزايدة التي تتكبدها هذه القوات في مواجهاتها مع الجيش الأزوادي.
وتأتي هذه العمليات في إطار استراتيجية اعتمدتها جبهة تحرير أزواد لتقويض القدرات اللوجستية للجيش المالي وحلفائه، مستفيدةً من سلاح المسيّرات الانتحارية لتعزيز تفوقها الميداني وكسر الحصار المفروض على مناطق نفوذها. وتوثق الجبهة في بياناتها المصورة حجم الدمار الذي تُخلّفه هجماتها، حيث تُظهر الفيديوهات تدمير عربات ومدرعات عسكرية، ما يزيد من الضغط العسكري والمعنوي على القوات الحكومية.
في المقابل، تشهد مناطق الإقليم استمرارًا في تبادل الغارات والهجمات بين الجيش المالي المدعوم من الفيلق الإفريقي الروسي وجبهة تحرير أزواد التي تواصل تأكيدها على الدفاع عن حقوق سكان الإقليم وتحقيق استقلاله. ويأتي ذلك وسط تنديد واسع من الأوساط الأزوادية بالصمت الإقليمي والدولي حيال الانتهاكات والخسائر المدنية التي تسجل بشكل متكرر في مناطق النزاع من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر و الفيلق الإفريقي الحالي.