
شهدت منطقة تورودي، الواقعة قرب الحدود مع بوركينا فاسو، تطورًا أمنيًا خطيرًا ظهر يوم الخميس 15 مايو 2025، حيث سقطت الثكنة العسكرية في بوني بيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بعد هجوم عنيف شنّه مقاتلوها على الموقع.
المعسكر الذي كان يُعد موقعًا استراتيجيًا مهمًا، كان يضم وحدات من الكتيبة الخاصة للتدخل (BSI 95) ومن وحدة التدخل الخاصة التابعة للحرس الوطني النيجري (GIS-GNN). وقد تمكن المهاجمون من السيطرة الكاملة عليه بعد اشتباكات عنيفة. وأفادت مصادر بأن مروحية استطلاع تابعة لسلاح الجو البوركيني، أُرسلت من نيامي لمحاولة تأمين الموقع، تعرضت لإطلاق نار واضطرت إلى الانسحاب.
حتى الآن، لا تتوفر معلومات دقيقة حول عدد الضحايا أو مصير الجنود الذين كانوا داخل المعسكر، ما يثير القلق بشأن احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة. وتُشير مصادر أمنية إلى أن الحصيلة قد تكون أشد فداحة من هجوم مماثل وقع قبل عام، وأسفر حينها عن مقتل نحو خمسين جنديًا وأسر ستة آخرين، أُطلق سراحهم لاحقًا مقابل فدية واستُقبلوا رسميًا من قِبل الجنرال عبد الرحمن تياني.
سقوط معسكر بوني يعيد طرح التساؤلات حول فعالية استراتيجية المجلس الوطني لحماية الوطن (CNSP) في مواجهة التهديدات المتصاعدة، خصوصًا بعد سحب المروحية القتالية التي كانت متمركزة هناك خلال عهد الرئيس محمد بازوم، والتي كانت تؤمّن الموقع نظرًا لقربه من بوركينا فاسو وكثافة النشاط الجهادي في المنطقة.
ويمثل معسكر بوني آخر نقطة دفاع رئيسية قبل الوصول إلى بلدة تورودي، مما يجعل فقدانه تطورًا مقلقًا في ظل تنامي قدرات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي وسّعت نفوذها في منطقة دياڤاغا المجاورة داخل الأراضي البوركينية.
وفي تطور متزامن، أعلنت الجماعة ذاتها صباح اليوم الخميس عن سيطرتها على ثكنة عسكرية أخرى تابعة للجيش النيجري في قرية موسيباغا بولاية تيلابيري، دون أن تفصح عن عدد القتلى أو المعدات التي تمت مصادرتها، في مؤشر جديد على تصاعد نشاطها العسكري في المنطقة.