
في ظل تصاعد العنف وانعدام الأمن في منطقة أزواد، تتوالى التقارير حول انتهاكات جسيمة تُرتكب بشكل منهجي ضد المدنيين من قبل الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروس. أحدث هذه الجرائم وقعت في منطقة إينيسكاك، حيث تعرضت امرأة للاختطاف والاغتصاب من قبل عناصر من القوات المالية ومرتزقة فاغنر، الذين أوقفوا شاحنة مدنية واعتقلوا ركابها. وبحسب مصادر محلية، تم احتجاز السائق والركاب حتى صباح اليوم التالي، بينما تعرضت المرأة لاعتداء متكرر قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى تيمياوين في الجزائر فاقدة للوعي. هذه الجريمة ليست سوى جزء من حملة قمعية ممنهجة تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة وسط صمت دولي مريب.
تصاعد العنف والانتهاكات الممنهجة
بين 27 و28 مارس، اعترضت قافلة عسكرية تابعة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر سيارتين من نوع “هيليكس”، ووفقًا لمصادر محلية، تم اعتقال خمسة مدنيين على الأقل واحتجازهم قرب منطقة إكضاواتن قبل نقلهم إلى تيساليت. وفي 28 مارس، أقدم عناصر فاغنر على إحراق وادي غتاي في أجلهوك، ضمن عمليات متكررة تهدف إلى تدمير البيئة والبنية التحتية وتهجير المجتمعات المحلية في أزواد.
شهادات ميدانية حول الفظائع المرتكبة
وفقاً لمصادر ميدانية، قامت قافلة عسكرية مشتركة من الجيش المالي ومرتزقة فاغنر بقطع طريق شاحنة مدنية في إينيسكاك، على بعد 50 كم من تيساليت، حيث تم احتجاز الركاب وتعذيبهم بوحشية. كما تم اختطاف امرأة واغتصابها مرارًا قبل أن تُترك في حالة صحية متدهورة على قارعة الطريق، ليتم نقلها لاحقًا إلى تيمياوين في الجزائر للعلاج.
انتهاكات ممنهجة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
تأتي هذه الجريمة في سياق أوسع من الانتهاكات الجسيمة التي تستهدف الأزواديين بشكل مباشر، حيث تشير التقارير إلى:
- اعتقالات جماعية تعسفية للمدنيين بتهم زائفة تتعلق بالإرهاب.
- إعدامات ميدانية وتصفية جسدية دون محاكمات.
- تدمير وحرق القرى لتهجير السكان قسرًا.
هذه الممارسات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية للمنطقة، وسط صمت دولي يثير الكثير من التساؤلات حول التواطؤ المحتمل.
تقرير منظمة إيموهاغ: توثيق مستمر وغياب للمحاسبة

في إطار الجهود المستمرة لتوثيق الانتهاكات في أزواد، عقدت منظمة إيموهاغ الدولية اجتماعًا مع الخبير المستقل للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مالي، السيد إدواردو غونزاليس، وتم الاجتماع في في 25 مارس 2025 بمقر الأمم المتحدة في جنيف بحضور جان كلود ميسينغا محامي في شؤون حقوق الانسان بالأمم المتحدة ، و أيوب شمد المتحدث باسم منظمة إيموهاغ الدولية ورئيسها السابق؛ و ليلي رئيسة المنظمة و ناقش الطرفان خلال الاجتماع الانتهاكات التي تعرض لها السكان الأزواديون، بما في ذلك القتل والاعتقالات والاختفاء القسري.
قدمت المنظمة قائمة موثقة بأسماء الضحايا تشمل القتلى والمعتقلين والمفقودين، بالإضافة إلى جرائم التهجير والتخريب والاغتصاب، مؤكدة التزامها بمتابعة القضية مع الجهات المختصة.
لماذا تستمر هذه الجرائم؟
من أهم أسباب استمرار الابادة الجماعية ضد سكان أزواد:
- دعم روسي غير مشروط: وجود مرتزقة فاغنر يمنح الجيش المالي غطاءً سياسيًا وعسكريًا لتنفيذ الفظائع دون خشية من المساءلة.
- لامبالاة إقليمية: دول الجوار تتجنب التدخل بحجة أن الأزمة “داخلية”.
- تواطؤ دولي بالصمت: القوى الكبرى، بدلًا من اتخاذ موقف حاسم، تفضل حساباتها الجيوسياسية على حساب أرواح المدنيين.